أفاد شهود عيان من داخل ساحة التحرير، وسط العاصمة بغداد، لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد، بتعرض العشرات من المتظاهرين للاعتقال، والتعذيب في داخل الساحة، ومبنى المطعم التركي، والمناطق القريبة، على يد ما يسمون بـ"أصحاب القبعات الزرق" التابعين للتيار الصدري الذي يتزعمه رجل الدين، مقتدى الصدر.
وأكد شاهد عيان، يدعى مثنى حسين، أن أصحاب القبعات الزرقاء، استولوا على مبنى المطعم التركي قبالة ساحة التحرير، واعتقلوا العشرات من المتظاهرين، وتعذيبهم في داخل طوابق المطعم، وفي مرآب ساحة الآمة.
وأضاف حسين، أن أتباع الصدر، استولوا بالقوة، وتحت التهديد بالضرب، والاعتقال، مساء أمس السبت، على منصة مبنى المطعم التركي التي كان يتخذها المتظاهرين منبرا ً لإعلان بياناتهم، ومواقفهم.
وأكمل، "كما حمل أصحاب القبعات الزرقاء، العصي والسكاكين معهم في تفريق المتظاهرينوضرب كل من ينادي ضد رئيس الحكومة الجديد، محمد توفيق علاوي".
ولفت متظاهر أخر، الشاهد عيان، أحمد ساجد، في تصريح لـ"سبوتنيك"، اليوم الأحد، إلى أن أصوات تعرض المتظاهرين للتعذيب في داخل مبنى المطعم التركي "جبل أحد"، ومرآب ساحة الأمة، تسمع على بعد مسافة بعيدة، منوها إلى أن حملات الاعتقال طالت العديد من المتظاهرين في التحرير، والمناطق القريبة منها.
من جهته أكد المتظاهر سعد حامد، لـ"سبوتنيك"، أن عناصر سرايا السلام، وأصحاب القبعات الزرقاء، منعوا تحت التهديد بالسلاح الأبيض، والعصي، والضرب، والاعتقال، كل من يقوم بتصوير عمليات استهدافهم للمتظاهرين، وتجريد مبنى المطعم التركي من جميع صور الضحايا، والمطالب، وكذلك إجبار من قام بالتصوير على حذف التسجيلات، والصور فورا ً.
وتناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لأصحاب القبعات الزرقاء، وهم يحملون العصي الكبيرة التي يطلق عليها شعبيا "تواثي"، ومن بينهم من قام بإشهار سلاح أبيض، بعد سيطرتهم التامة على مبنى المطعم التركي الذي أنزلوا منه جميع صور الضحايا المتظاهرين الذين قتلوا إثر عمليات القمع بالرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، طيلة الأشهر الماضية، منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحتى الآن.
وسرعان ما أطلق الناشطون، والمتظاهرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حملات رفض واستنكار ضد تحول أصحاب القبعات الزرقاء من حامين إلى قامعين بالعصي، والتعذيب، بعد تمرير مرشح التسوية، محمد توفيق علاوي، لرئاسة الحكومة الذي كلف يوم أمس من قبل رئيس الجمهورية، برهم صالح، وسط رفض شعبي واسع في عموم محافظات الوسط، والجنوب، وساحة التحرير حيث خرجت مسيرات احتجاج حاشدة ترفض علاوي.
وفي وقت متأخر من ليلة أمس السبت، أفاد شهود عيان، لـ"سبوتنيك"، بإن أعداد كبيرة من عناصر "سرايا السلام" اقتحموا ساحة التحرير، وسط بغداد، يحملون العصي، واعتدوا بالضرب على المتظاهرين، كما استولوا على مبنى "جبل أحد".
وأكد الشاهد حيدر حسين، وهو من المتظاهرين الملازمين لساحة التحرير، وسط بغداد، في تصريح لـ"سبوتنيك"، إن عناصر سرايا السلام اعتدوا بالضرب على المتظاهرين الذين نفذوا مسيرة حاشدة ضد تكليف محمد توفيق علاوي، رئيسا للحكومة.
وأوضح حسين، أن عناصر السرايا اقتحموا ساحة التحرير، بأعداد كبيرة، ويحملون معهم العصي "التواثي" التي استخدموها في تفريق المتظاهرين بمسيرتهم الحاشدة ضد رئيس الحكومة الجديد المرفوض من قبل الساحة.
وأضاف، كما استولى عناصر السرايا على مبنى المطعم التركي "جبل أحد" الذي كان يسيطر عليه المتظاهرين منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قبالة ساحة التحرير، بمحاذاة الجسر الجمهوري المؤدي إلى المنطقة الخضراء التي تتخذها الحكومة الاتحادية، مقر لها، وسط بغداد.
وكشف حسين، عن قيام عناصر السرايا، برمي أحد المتظاهرين الملازمين لمبنى المطعم، من الطابق الرابع إلى الأرض، منوها إلى أن الوضع متوتر حاليا ً في ساحة التحرير.
وأعلن متظاهر أخر، يدعى علي سعدون، أن العشرات من المتظاهرين تعرضوا للضرب على يد عناصر سرايا السلام الذين قمعوا كل من يعترض على تكليف، محمد علاوي لمنصب رئاسة الحكومة.
ويتوقع سعدون، أن يستولي عناصر السرايا على جميع مواقع المتظاهرين في ساحة التحرير التي عادوا إليها اليوم بعد توجيه زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، لهم بالعودة مجدداً إلى ساحات الاحتجاج التي انسحبوا منها الأسبوع الماضي تمهيدا لإحراق الخيم واقتلاعها على يد القوات الأمنية، ومكافحة الشغب حيث استخدمت الرصاص الحي، وقنابل الغاز المسيل للدموع في بغداد، وذي قار، والبصرة.
ورفض المتظاهرون، في بغداد والبصرة والنجف وذي قار القرار القاضي بتكليف، محمد توفيق علاوي بمهام رئاسة الوزراء، حيث ردد البعض عبارة "مرفوض محمد علاوي".
ووجه محمد توفيق علاوي، رئيس الوزراء العراقي المكلف، كلمة نشرها على حسابه على "فيسبوك" أكد فيها على أنه سيعمل على تنفيذ مطالب المتظاهرين، وحمايتهم من القمع.
وقال علاوي الذي عمل وزيرا للاتصالات لدورتين في حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي، إن رئيس الجمهورية، برهم صالح، كلفه اليوم، السبت، بتشكيل الحكومة الجديدة.
وأضاف علاوي أنه يخاطب الشعب العراقي مباشرة "بعد ما كلفني فخامة رئيس الجمهورية بتكليف الحكومة الجديدة قبل قليل".
وخاطب علاوي المتظاهرين عن الأوضاع السياسية والاقتصادية بقوله إنه "لولا شجاعتكم ما كان ليحدث أي تغيير في البلاد"، مطالبا إياهم بـ"الاستمرار في المظاهرات"، واصفا نفسه بأنه "موظف لديهم"، على حد تعبيره.
وتابع في رسالته المصورة للمتظاهرين: "علي تنفيذ مطالبكم وحمايتكم بدل قمعكم وسلاح الدولة يجب أن يرفع بوجه من يرفع السلاح عليكم".
وأكد أنه إذا حاولت الكتل السياسية فرض مرشحيهم للوزارات سيترك التكليف.
ووثقت المفوضية العراقية لحقوق الإنسان، في بيان تلقته "سبوتنيك"، الأحد، 26 يناير/كانون الثاني الماضي، مقتل 12 متظاهرا منهم 9 شهداء في محافظة بغداد و3 شهداء في محافظة ذي قار.
وتابعت المفوضية أنها "وثقت إصابة 230 من المتظاهرين والقوات الأمنية" في محافظات بغداد والبصرة، بالإضافة إلى 89 حالة اعتقال لمتظاهرين في محافظتي بغداد والبصرة.
ودعت المفوضية "الأطراف كافة إلى وقف أي شكل من أشكال العنف، وضبط النفس، والحفاظ على سلمية التظاهرات، والابتعاد عن أي تصادم يؤدي إلى سقوط ضحايا، والتعاون بغية حماية الأرواح والممتلكات العامة والخاصة، وإيقاف الانتهاكات في حقوق الإنسان والتي تؤدي إلى تقييد حرية الرأي والتعبير والتظاهر السلمي".
ويواصل المتظاهرون في العاصمة بغداد، وعموم محافظات وسط، وجنوبي العراق، احتجاجاتهم الشعبية منذ مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وحتى الآن، لحين تلبية مطالبهم وعلى رأسها اختيار رئيس مستقل لحكومة مؤقتة تمهد لانتخابات مبكرة تحت إشراف دولي.