حكم سابق بكرة القدم، هو التونسي علي بن ناصر، البالغ 78 حاليا، احتفظ طوال أكثر من 36 عاما بما يمكن اعتباره أشهر كرة عرفتها اللعبة بتاريخها، وهي ما قد يدفع أحدهم أكثر من 3 ملايين دولار ليشتريها في مزاد تنظمه، الأربعاء، دار Graham Budd البريطانية، ويتم بث فعالياته ببث تلفزيوني مباشر عبر الإنترنت.
عرف الحكم السابق أهمية تلك الكرة، بعد إدارته مباراة حاسمة خاضها المنتخبان الإنجليزي والأرجنتيني في ربع نهائي مونديال 1986 بالمكسيك، وفيها لحق دييغو مارادونا بالكرة على ملعب Azteca بالعاصمة المكسيكية، وحين قفز حارس المرمى الإنجليزي Peter Shilton ليمنعه من نطحها برأسه، سبقته إليها قبضة مارادونا اليسرى، ربما بسنتيمترات قليلة، فدفعها وأدخلها بيده هدفا كان صعبا على حكم الراية ملاحظة تفاصيله السريعة. أما على الحكم التونسي، ففات أن يراه واضحا من بعيد، لذلك احتسبه لصالح المنتخب الأرجنتيني.
بعد المباراة التي سجل فيها مارادونا هدفا ثانيا، اعتبروه "هدف القرن" وفقا لما وصفه FIFA بموقعه، ونراه بدءا من الثانية 50 بفيديو تعرضه "العربية.نت" للهدفين أعلاه، فاز الأرجنتيني 2-1 على الإنجليزي، ثم شرح مارادونا لصحافيين "إن يد الله هي التي أدخلت الهدف" معترفا بما قال إنه سجله بيده، وبالهدف خرجت إنجلترا ظلما من الكأس.
ولم تدخل المرمى فقط، بل التاريخ
ولم تدخل تلك الكرة إلى المرمى فقط، بل إلى سجلات التاريخ، تماما كما دخل قميص رقم 10 ارتداه مارادونا في تلك المباراة، وباعه مزاد نظمته دار Sotheby's في مايو الماضي، بمبلغ 9 ملايين و300 ألف دولار.
أما الحكم السابق علي بن ناصر، فله روايته عما حدث أيضا، وملخصها بحسب ما ذكر مرارا لوكالات وصحافيين سألوه، أنه لا يتحمل مسؤولية احتساب هدف غير صحيح، فعند دخول الكرة إلى المرمى مضى إلى منتصف الملعب، ونظر في الوقت نفسه إلى حكم الراية البلغاري الجنسية "وحين رأيته يتجه أيضا إلى منتصفه، اعترافا منه بصحته، أخذت برأيه" كما قال.
نسمعه يقول أيضا في الفيديو الثاني أعلاه، إنه شك بأمر ما، وهي اليد، لكن الحكم المساعد أخبره أن يد حارس المرمى لمست الكرة كيد مارادونا أيضا، مع ترجيح بأن يد الحارس هي التي دفعتها لتدخل هدفا في مرماه نفسه، لذلك احتسبه بن ناصر، وبه مع "هدف القرن" فازت الأرجنتين في المباراة، ثم بكأس العالم ضد ألمانيا، وكله ببراعة مارادونا الذي يمر عامان في 25 نوفمبر الجاري على وفاته بعمر 60 سنة.