تتغير أحدث اتجاهات وأنظمة التغذية باستمرار وربما يكون من الصعب مواكبتها، لكن يقوم بعض الخبراء حاليًا بتكييف أبحاثهم لتحديد كيفية تحقيق أعلى الفوائد الصحية عن طريق تناول أطعمة معينة، من بينها ثمار الأفوكادو.
بحسب ما نشره موقع "Medical News Today"، قامت دراسة حديثة نشرت في دورية جمعية القلب الأميركية بتقييم تأثير تناول حبة أفوكادو واحدة يوميًا مقارنة بالنظام الغذائي المعتاد.
على الرغم من أن الباحثين لم يجدوا فرقًا كبيرًا بين مجموعتي التحكم والتدخل، إلا أنهم اكتشفوا أن المشاركين الذين تناولوا ثمرة أفوكادو يوميًا كانت لديهم مستويات منخفضة من الكوليسترول السيئ وحسّنوا من جودة نظامهم الغذائي.
القيمة الغذائية للأفوكادو
نقل موقع "ميديكال نيوز توداي" عن خبير التغذية دكتور برايان باور، الذي لم يشارك في الدراسة، كيف ترتبط مستويات الكوليسترول في الدم وصحة القلب، حيث أفاد بأن "الدليل المقنع من الدراسات يرسم صورة لمستويات الكوليسترول في الدم باعتبارها مهمة لصحة القلب. وأن المستويات المرتفعة هي عامل خطر مهم للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، بما يشمل أمراض الأوعية الدموية الدماغية وأمراض القلب التاجية".
وأضاف دكتور باور أن الأبحاث لا تزال جارية حول العوامل، التي تؤثر على مستويات الكوليسترول وكيف يمكن للأشخاص تعديل وجباتهم الغذائية للحفاظ على مستوى الكوليسترول لديهم في مستويات صحية وتحسين نظامهم الغذائي العام. وقال إنه على سبيل المثال، ربما يساعد تناول الأفوكادو في الحفاظ على مستويات الكوليسترول الصحية. كما يحتوي الأفوكادو على العديد من الفيتامينات المفيدة مثل فيتامين C وK بالإضافة إلى قدر مناسب من الألياف.
فوائد الأفوكادو
كانت الدراسة المعنية عبارة عن تجربة عشوائية وفحصت الفوائد الصحية لتناول حبة أفوكادو واحدة يوميًا على مدار ستة أشهر. أراد الباحثون معرفة ما إذا كان تناول الأفوكادو يوميًا قد ساعد الأشخاص على تقليل السمنة الحشوية لدى المشاركين ذوي محيط الخصر المرتفع، إلى جانب التأثير على العديد من النتائج الصحية الأخرى، بما يشمل مستويات الكوليسترول ووزن الجسم ومؤشر كتلة الجسم وجودة الحالة الصحية بصفة عامة.
اكتشف الباحثون أنه لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين مجموعات التحكم ومجموعات التدخل، بيد أن الاستثناء كان في مستويات الكوليسترول، إذ تبين انخفاض مستويات الكوليسترول الكلي والكوليسترول "الضار" لدى مجموعة التدخل.
أشارت الباحثة المشاركة في الدراسة دكتورة أليس إتش ليختنشتاين إلى أن إضافة الأطعمة الخارقة أو الأطعمة الصحية إلى النظام الغذائي لا يترجم بالضرورة إلى فوائد صحية كبيرة، شارحة أن نتائج الدراسة كشفت أن "مجرد إضافة طعام صحي من حيث الدهون والمغذيات، في هذه الحالة هي ثمار الأفوكادو، إلى النظام الغذائي لم ينتج عنه فوائد سريرية. ولكن لم تكن هناك آثار سلبية، بل ارتبطت الإضافة بفائدة وتحسين [في] جودة النظام الغذائي بشكل عام".
رسالة مهمة
أكدت نتائج الدراسة على رسالة مهمة هي أن التركيز على الأطعمة الفردية ليس بديلاً عن الحفاظ على أنماط غذائية صحية ككل. وبغض النظر عن أي فائدة متواضعة لخفض مستويات الكوليسترول "الضار"، فإن أي اتجاه يُشجع على استهلاك المزيد من الفاكهة والخضروات كجزء من نظام غذائي متوازن بشكل عام هو موضع ترحيب".
الاكتئاب والسرطان
ومن جانبه، نوه دكتور باور إلى أن تناول الأفوكادو بشكل مستمر يؤدي إلى الحصول على مجموعة من الفوائد الصحية، من بينها تحسين الهضم وتقليل مخاطر الإصابة بهشاشة العظام والاكتئاب والحماية من السرطان.
يوفر الأفوكادو كمية كبيرة من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة وغني بالعديد من الفيتامينات والمعادن ذات المصادر الموثوقة. يمكن أن يوفر دمجها في نظام غذائي متنوع عددًا من الفوائد الصحية، من بينها على سبيل المثال، الوقاية من خطر الإصابة بالسمنة والسكري وأمراض القلب والوفيات بشكل عام مع تعزيز بشرة وشعر صحيين وزيادة الطاقة واعتدال الوزن.
محتويات الأفوكادو
يحتوي ما يقرب من نصف حبة أفوكادو، أو 100 غرام على ما يلي:
• 160 سعرة حرارية
• 14.7 غرام دهون
• 8.5 غرام كربوهيدرات
• 6.7 غرام من الألياف
• أقل من 1 غرام من السكر
مخاطر محتملة
إن النظام الغذائي العام للشخص هو المفتاح لتحقيق صحة جيدة والوقاية من المرض. لهذا السبب، من الأفضل التركيز على اتباع نظام غذائي يحتوي على الكثير من التنوع بدلاً من التركيز على فوائد الأطعمة الفردية.
إن هناك خطرا ضئيلا محتملا عند تناول الأفوكادو باعتدال. ولكن كما هي الحال مع جميع الأطعمة، فإن الإفراط في تناولها يمكن أن يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها. على سبيل المثال، يحتوي الأفوكادو على نسبة عالية من الدهون، لذا فإن إضافة الكثير منه إلى النظام الغذائي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الوزن بشكل غير مقصود، لذا يوصي الباحثون بتناول ثمرة أفوكادو واحدة يوميًا فقط.
ويجب مراعاة أن الأفوكادو يحتوي على فيتامين K، والذي يمكن أن يؤثر على كيفية عمل مميعات الدم، لذا فإنه من الضروري أن يحرص الأشخاص، الذين يتناولون مميعات الدم، مثل الوارفارين (الكومادين)، على الحفاظ على مستويات فيتامين K ثابتة. لهذا السبب، فإنه ليس من الجيد أن يتم تناول كميات أكثر أو أقل من الأطعمة، التي تحتوي على فيتامين K، والذي يلعب دورًا مهمًا في تخثر الدم، بشكل مفاجئ أو عشوائي.