نقلت صحيفة "نيويورك تايمز"، عن مسؤول أميركي رفيع، قوله إن مهمة استهداف وقتل قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية، أبومهدي المهندس، في بغداد، بدأت بعد وفاة المقاول الأميركي في الهجوم الصاروخي الذي شنته ميليشيات تدعمها إيران على قاعدة عسكرية في العراق، وأوضح المسؤول الرفيع أن الإجراء الذي اتخذه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بقتل سليماني، رفضه سابقاً الرئيسان جورج بوش وباراك أوباما، خشية أن يؤدي ذلك إلى حرب بين الولايات المتحدة وإيران.
وأوضحت الصحيفة أن قاسم سليماني، قُتل إلى جانب العديد من المسؤولين من الميليشيات العراقية المدعومة من طهران، عندما أطلقت طائرة درون أميركية من طراز MQ-9 Reaper صواريخ على قافلة سيارات كانت تغادر مطار بغداد.
وأشارت الصحيفة إلى أن تتبع موقع سليماني كان أولوية لدى الولايات المتحدة، واستند تحديد موقعه إلى مزيج من المعلومات السرية للغاية والاعتراض الإلكتروني وطائرات الاستطلاع وغيرها من أدوات المراقبة، وتم تنفيذ الضربة بواسطة صواريخ أصابت قافلة السيارات.
ونقلت الصحيفة عن مصادر قولها إن سليماني، ومدير العلاقات العامة في الحشد الشعبي محمد رضا، وصلا مع آخرين بالطائرة إلى مطار بغداد الدولي قادمين من سورية (في حين ذكرت وسائل إعلامية أخرى قدومهما من لبنان أو طهران)، وأصاب صاروخان سيارة سليماني فور خروجها من مطار بغداد.
وقال مسؤول أمني كبير كان على دراية بتفاصيل العملية، وتحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن سليماني انزعج بشكل خاص من موجة التظاهرات المناهضة لإيران في العراق، وسافر إليها جواً لحث الميليشيات التي تدعمها إيران على الحد من الاحتجاجات ولو بالقوة.
وفي تحليل لتقرير "نيويورك تايمز"، قال الموقع الإلكتروني لقناة "trt" التركية، إن قاسم سليماني كان معروفاً بالإجراءات الأمنية المشددة التي تحيط تحركاته، ومع ذلك كان لدى الولايات المتحدة إحداثيات دقيقة لتحركاته، وأدت هذه الإحداثيات إلى نجاح خطة استهدافه.
وأوضح الموقع أن وقوع الاستهداف عقب خروج سيارة سليماني من مطار بغداد، يشير إلى أن طائرات الدرون الأميركية كانت تحلق بالفعل في السماء، مشيراً إلى احتمال قيام مخبر أو ضابط استخبارات بالإبلاغ عن سليماني فور إقلاع رحلته من طهران أو سورية، وحقيقة أن "أبومهدي المهندس"، نائب قائد قوات الحشد الشعبي الموالي لإيران في العراق، قابله على المدرج، يوحي بوجود احتمال أقوى لتسرب التحركات من داخل العراق.
وبالعودة إلى "نيويورك تايمز"، قالت الصحيفة إن مسؤولين عسكريين أميركيين كانوا على دراية برد فعل عنيف محتمل من إيران وعملائها، وكانوا يتخذون خطوات رفضوا تحديدها لحماية الأفراد الأميركيين في الشرق الأوسط وأماكن أخرى حول العالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن سليماني هو مهندس كل عملية مهمة تقريباً قامت بها المخابرات والقوات العسكرية الإيرانية على مدار العقدين الماضيين، وكانت وفاته بمثابة ضربة مذهلة لإيران، وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة استعدت لهجمات انتقامية إيرانية محتملة، بما في ذلك هجمات عبر الإنترنت أو استهداف للمصالح الأميركية.
ولفتت إلى أن المسؤولين الأميركيين يتهمون سليماني بالتسبب في مقتل مئات الجنود خلال حرب العراق، عندما زود المقاتلين العراقيين بمعدات متقدمة لصنع القنابل والتدريب، ودبر الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
وأفادت "نيويورك تايمز" بأن استهداف سليماني جاء بعد تحذير أصدره وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، والذي قال إن الجيش الأميركي سيضرب بشكل وقائي القوات المدعومة من إيران في العراق وسورية إذا كانت هناك علامات على التخطيط لمزيد من الهجمات ضد القواعد الأميركية، وهو ما أكده "البنتاغون" لاحقاً بأن الضربة كانت تهدف إلى ردع خطط الهجوم الإيراني في المستقبل، وستواصل الولايات المتحدة اتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية شعبها ومصالحها أينما كانوا في جميع أنحاء العالم.