التقط مسبار أرسلته دولة الإمارات لدراسة كوكب المريخ، صورا مذهلة لعاصفة ترابية تتطور وتتلاشى على الكوكب الأحمر.
ويُعرف باسم مسبار الأمل، حيث يوفر تفاصيل عن هيكل وتنوع الغلاف الجوي للمريخ باستخدام عدد من الكاميرات والأدوات العلمية الموجودة على متنه.
وعلى الرغم من أن الغلاف الجوي للمريخ أرق كثيرا من الأرض، إلا أنه لا يزال كافيا لتكوين الرياح، وتلتقط الرياح بقعا جافة من جزيئات الغبار الدقيقة، ما يخلق عاصفة ترابية شديدة بما يكفي لتغطية الكوكب بأكمله في ضباب لأسابيع في زمن.
وقدم مسبار الأمل بيانات غير مسبوقة حول كيفية تطور هذه العواصف بمرور الوقت، باستخدام الكاميرا ومقياس طيف الأشعة تحت الحمراء لتوصيف الحالة الحرارية لسطح الكوكب الأحمر وغلافه الجوي السفلي.
وقد يساعد الوصول إلى هذا النوع من البيانات البشر الذين سيعيشون على الكوكب الأحمر يوما ما، في معرفة ما إذا كان من الآمن الخروج من المنزل أو تغطية الألواح الشمسية.
وسمح المسبار لعلماء الكواكب من الأمة العربية بتقديم تفاصيل التوزيع الجغرافي للغبار وبخار الماء والماء والسحب الجليدية لثاني أكسيد الكربون.
ويجمع نظام الكاميرا EXI الصور بثلاثة أطوال موجية مرئية واثنين من الأطوال الموجية فوق البنفسجية - ما يوفر "عرضا متعدد الأطياف للطقس عبر الأقمار الصناعية" للمريخ.
ودخل مسبار الأمل المدار حول الكوكب الأحمر في فبراير 2021، وبدأ التحضير للملاحظات العلمية، والتقاط صور لسطح الكوكب.
وأكدت وكالة الفضاء الإماراتية أن المسبار، من خلال أدوات EXI وEMIRS، بدأ في مراقبة العواصف الترابية الإقليمية في ديسمبر من العام الماضي.
وعلى مدار الأشهر القليلة الماضية، تطورت هذه العواصف الإقليمية الصغيرة، وتوسعت لتغطي عدة آلاف من الأميال.
ويعرف EMIRS بأنه مطياف حراري يعمل بالأشعة تحت الحمراء، مصمم لتوصيف الغلاف الجوي السفلي للمريخ. ويستخدم الفريق قياساته لتحديد توزيع الغبار والجليد المائي وبخار الماء، بالإضافة إلى درجات حرارة السطح والغلاف الجوي.
ومع اقتراب موسم المريخ من الربيع الجنوبي، يزداد نشاط العاصفة الترابية.
ورُصدت العواصف على مدى أسبوعين، بحثا عن النمو، والتبدد النهائي للعاصفة - التي كشف عنها ضمن سمة مظلمة بارزة على سطح المريخ تُعرف باسم Syrtis Major.
ووجدت الملاحظات الأولى للعاصفة، في 29 ديسمبر، أن فوهة هيلاس كانت مليئة بسحب كثيفة من الغبار، بينما كانت السحب أرق حول الحوض.
وبحلول الخامس من يناير، لاحظ علماء الفلك عاصفة ترابية ضخمة يبلغ قطرها 1500 ميل، قادمة من الشرق، ما أدى إلى حجب Syrtis Major.
ورأوا أيضا سحبا غير عادية من الجليد المائي ذات اللون الرمادي حول Syrtis Major، بينما كانت فوهة هيلاس مخفية تماما تحت غطاء من الغبار.
وبعد أيام قليلة من ذلك، وجدوا سحب المياه الجليدية الرمادية وضباب الغبار يمتد باتجاه شمال هيلاس وكان سمكها يتزايد.
وعند هذه النقطة، ارتفعت عن السطح وانتشرت عبر 2500 ميل من Syrtis Major باتجاه الشرق، وزحفت غربا بحلول 9 يناير.
وأعدت الملاحظات النهائية لسحابة الغبار هذه في 14 يناير، ووجدوا أن الغبار تضاءل إلى ضباب.