شكّل الأرجنتيني ليونيل ميسي في 16 موسماً مع برشلونة الإسباني، المنافس الأشد فتكاً بريال مدريد وأكثر لاعب خطورة وطأت قدماه ملعب «سانتياغو برنابيو» الذي سيكون على موعد جديد مع «البرغوث» غداً الأربعاء، وذلك عندما يحلّ فريقه الحالي باريس سان جرمان الفرنسي ضيفاً في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا.
تشير أرقام ميسي في 22 مباراة خاضها مع برشلونة ضد ريال على ملعبه إلى فوزه في 12، مقابل 3 تعادلات و7 هزائم، وتسجيله 15 هدفاً.
وتلقي وكالة فرانس برس الضوء على 5 مباريات طبعت ذاكرة عشاق كرة القدم على وقع أداء ساحر للأرجنتيني في معقل العاصمة مدريد:
-7 مايو 2008: الكابوس
في وقت استهل ميسي مشواره بمواجهة ريال بثلاثية في «كامب نو» قبل عام، عاش الأرجنتيني في مايو 2008 كابوساً في «برنابيو» قبل ثلاث مراحل على إسدال الستار على منافسات «لا ليغا»، وبرغم تكريس نادي العاصمة بطلاً للدوري، أراد الملكي تأكيد تفوقه في عقر داره على منافسه الأبدي بفوزه 4-1.
بدا ميسي الذي كان لا يزال يحمل الرقم 19 والمتمركز على الجناح الأيمن مع بويان كركيتش في المقدمة والفرنسي تييري هنري إلى اليسار، مكبلاً، تقدّم ريال بهدفين بعد 20 دقيقة بفضل المهاجم راؤول غونساليس والهولندي آريين روبن، ليضيف هدفين في الشوط الثاني عبر الأرجنتيني غونسالو هيغواين والهولندي الآخر رود فان نيستلروي، قبل أن ينقذ هنري برشلونة بهدف شرفي.
-2 مايو 2009: الثأر
بعد قرابة عام على كابوس 2008، استيقظ ميسي من هذا الحلم السيئ ليوجّه صفعة تاريخية لجماهير «البيت الأبيض»، سحق النادي الكتالوني أصحاب الأرض 6-2 في مدريد في واحدة من أسوأ الإهانات في تاريخ الكلاسيكو الحديث، والأولى في سانتياغو برنابيو مع المدرّب بيب غوارديولا.
زجّ مدرّب البلاوغرانا«بميسي في مركز المهاجم "الرقم 9" الزائف، ليردّ الأخير بتسجيله ثنائية، هدّد مرمى الحارس إيكر كاسياس 3 مرات في نصف الساعة الأوّل، قبل أن يهزّ شباكه ليعزز تقدّم فريقه 3-1 في الدقيقة الـ36، بعد كرة "سرقها" تشافي من قدم الفرنسي لاسانا ديارا.
كرّر «البرغوث» السيناريو ذاته في الدقيقة الـ75، عقب تمريرة حاسمة ثانية من تشافي، احتفل بهدفيه بالكشف عن قميص تكريماً لمرضى متلازمة إكس الهشة، وهي مرض وراثي نادر.
-27 أبريل 2011: سقطة أوروبية
«الكلاسيكو» بنكهة أوروبية في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا: سيطر التعادل السلبي على مباراة الذهاب في مدريد حتى الدقيقة الـ76 لحين خروج مارد روزاريو من قمقمه ليسجل هدفي الانتصار للكتالونيين 2-صفر.
افتتح التسجيل بعدما قطع تمريرة زميله الهولندي إبراهيم أفيلاي من اليمين، ليضاعف النتيجة بانتزاعه الكرة من بين قدمَي زميله الآخر سيرجيو بوسكيتس، مخترقاً دفاع الـ «ميرينغي» العاجز بمجهود فردي انهاه بتسديدة بينية، بعد التعادل 1-1 إياباً، تأهل برشلونة إلى نهائي المسابقة الأم التي فاز بها على حساب مانشستر يونايتد الإنجليزي 3-1، في مباراة دوّن ميسي اسمه خلالها بتسجيله هدفاً.
-23 مارس 2014: الثلاثية الأولى في برنابيو
قبل تسع مراحل من نهاية الدوري، احتدم الصراع على اللقب، قبل مواجهة «الكلاسيكو» المنتظرة، كان ريال متصدراً بفارق 4 نقاط عن النادي الكتالوني. خلال مباراة نارية، وقبل الاستراحة مباشرة في «برنابيو»، سجل ميسي هدف التعادل 2-2 بتمريرة حاسمة من البرازيلي نيمار، بعد الهدف الافتتاحي من أندريس إنييستا بتمريرة من الأرجنتيني نفسه، ردّ عليه مهاجم الملكي الفرنسي كريم بنزيمة بثنائية.
وبعد العودة من غرفة تبديل الملابس، منح المنافس الكبير لـ«بولغا»، البرتغالي كريستيانو رونالدو الأفضلية لريال من ضربة جزاء (55)، ليردّ ميسي بنفس اللهجة: ضربتا جزاء تسبب بهما نيمار وإنييستا ونفذهما بنجاح الرقم 10 (65 و84). حقق ميسي أوّل ثلاثية في مسيرته في «برنابيو» وساهم في فوز فريقه 4-3.
-23 أبريل 2017 التلويح بالقميص
في كلاسيكو «الغليان» والحاسم في سباق الفوز بلقب «لا ليغا»، في المرحلة الثالثة والثلاثين، تبادل برشلونة وريال اللكمات تميز ميسي للمرة الأولى بإبقاء فريقه في أجواء اللقاء، ومع اقتراب المباراة من نهايتها كان التعادل سيّد الموقف 2-2... لحين ظهور «البرغوث» الصغير في الوقت المحتسب بدل الضائع ليسجل هدفه الـ 500 بقميص البلاوغرانا.
احتفل الأرجنتيني بهدف الفوز بطريقة ستبقى خالدة في الأذهان، إذ تقدّم أمام منصة مدرجات ريال مدريد وخلع قميصه ليعرضه أمام الجماهير المذهولة. تناقلت وسائل الإعلام هذه الصورة التي اجتاحت العالم وباتت محفورة في تاريخ النادي الكتالوني.