الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - تكنولوجيا و صحة - دراسة: العيش بالقرب من المساحات الخضراء يحمي من الإجهاد التأكسدي

دراسة: العيش بالقرب من المساحات الخضراء يحمي من الإجهاد التأكسدي

الساعة 04:44 مساءً

توصلت دراسة نشرتها مجلة Environmental Research إلى أن الأطفال الذين يعيشون بالقرب من المساحات الخضراء، يكون لديهم انخفاض للإجهاد التأكسدي.

 

وأظهرت الدراسة التي أجراها معهد برشلونة للصحة العالمية (ISGlobal)، وجود علاقة قوية بين زيادة التعرض للنباتات وانخفاض مستويات الإجهاد التأكسدي وأن هذا الارتباط يُلاحظ بغض النظر عن النشاط البدني للأطفال، بحسب ميديكال إكسبريس.

 

أشار الخبراء إلى أن الأكسجين ضروري للعديد من التفاعلات الكيميائية الحيوية التي تبقينا على قيد الحياة، ولكن عملية الأكسدة نتيجة التعرض للتلوث بأنواعه المختلفة، وأسلوب الحياة غير الصحي، يولد مواد تفاعلية ضارة لا يستطيع الجسم دائماً تحييدها بسرعة أو التي تسبب أضراراً لا يستطيع الجسم إصلاحها، وينتج عن هذا ما يعرف بالإجهاد التأكسدي، والذي يسبب الشيخوخة والإصابة بالأمراض.

 

من أجل تحديد ما إذا كانت المساحات الخضراء قد ترتبط بمستويات منخفضة من الإجهاد التأكسدي لدى الأطفال، وأيضاً ما إذا كان النشاط البدني يلعب دوراً في هذا الارتباط المحتمل، أخضع الباحثون 323 طفلاً للتحليل يتمتعون بصحة جيدة تتراوح أعمارهم بين 8-11 عاماً من خمس مدارس ابتدائية في أستي، وهي مدينة صغيرة في شمال غرب إيطاليا.

 

وأكمل الآباء استبياناً حول عدد المرات التي يمارس فيها أطفالهم نشاطاً بدنياً، حيث جرى قياس الإجهاد التأكسدي في البول عن طريق قياس تركيز مركب الأيزوبروستان، وجرى تحديد خضرة المباني السكنية والمدرسة وفقاً لمؤشر الغطاء النباتي للاختلاف المعياري، وحصل الباحثون على التعرضات متعددة المواقع مع مراعاة هذا الاختلاف المعياري حول منازل الأطفال والمدارس.

 

تفسيرات ممكنة

 

أوضح الخبراء أن هناك العديد من التفسيرات البيولوجية التي توضح التأثير الإيجابي للمساحات الخضراء على الأطفال، خاصة وأنه يمكن أن يؤدي التلامس مع المساحات الخضراء إلى زيادة تكوين فيتامين (د) من أشعة الشمس، ولكنها في نفس الوقت تحمي الطفل من الأشعة الضارة والآثار السلبية التي يمكن تفعلها، كما يعمل الغطاء النباتي على تحسين جودة الهواء في المناطق الحضرية.

 

على الرغم من أن القرب من المساحات الخضراء قد ارتبط بزيادة النشاط البدني، والذي بدوره يؤثر على الإجهاد التأكسدي أيضاً، لم تجد الدراسة أي دليل على أن التمرين كان سبباً في الارتباط بين المساحات الخضراء والإجهاد التأكسدي.

 

وأوضح الخبراء أن الآثار الصحية قصيرة وطويلة المدى للإجهاد التأكسدي الزائد غير معروفة، لذلك هم بحاجة إلى إجراء مزيد من البحوث ودعم استراتيجيات المدينة والصحة العامة التي تفضل الخضرة.

 

وحتى الآن، أظهرت دراسات مختلفة أن وجود مساحات خضراء بالقرب من منزل المرء له تأثير إيجابي على الصحة، خاصة أن الخضرة تحسّن الصحة العقلية وتشجع على ممارسة الرياضة البدنية، وبالتالي تقلل من خطر زيادة الوزن أو السمنة.

 

كذلك، يوصي الأطباء بضرورة توضيح هذا الدور المهم الذي تلعبه النباتات على صحة الجسم، خاصة أنها تساعد في الحماية من أمراض الجهاز التنفسي والحساسية.