في بشرى سارة للمصابين بالشلل، تمكن ثلاثة مصابين بشلل نصفي من المشي والسباحة وركوب الدراجة لأول مرة منذ سنوات بفضل إنجاز جديد يعتمد على شريحة إلكترونية تعمل على تحفيز النخاع الشوكي.
وترسل الشريحة نبضات كهربائية إلى عضلات المريض تحاكي عمل الدماغ، ويمكن أن تتمكّن يوماً ما من مساعدة أشخاص يعانون إصابات خطرة في العمود الفقري على الوقوف والمشي والتمرين، وفق ما نقلته وكالة "رويترز".
كما استند القائمون على هذا الإنجاز العلمي إلى مسار بحثي طويل اعتمد على استخدام النبضات الكهربائية لتحسين نوعية الحياة لدى أشخاص يعانون من إصابات في النخاع الشوكي، بما يشمل دراسة أجراها الفريق نفسه عام 2018 ساعدت أشخاصا مصابين بشلل في القسم السفلي من جسمهم على المشي مجدداً.
هذا وأجريت الدراسة التي نشرت نتائجها مجلة "نيتشر ميديسن" على روتاكي واثنين آخرين عاجزين عن تحريك الجزء السفلي من أجسامهم بعد تعرضهم لحوادث.
شريحة طولها 6 سم
وتمكّن المرضى الثلاثة من السير خطوات بعد فترة وجيزة على زرع شريحة يبلغ طولها ستّة سنتيمرات وضبط نبضاتها.
من جانبها، قالت جراحة الأعصاب في مستشفى لوزان الجامعي جوسلين بلوخ، إنّ "هذه الأقطاب الكهربائية أطول وأكبر من تلك التي زرعناها سابقاً، وتمكنّا من الوصول إلى مزيد من العضلات بفضل هذه التكنولوجيا الجديدة".
ويمكن للمرضى البدء في عملية إعادة التأهيل فوراً، وفي غضون أربعة أشهر تمكّن روكاتي من المشي بالاعتماد فقط على هيكل لتحقيق التوازن.
جهاز كمبيوتر
ويعتمد تحسّن الحالة على التحفيز الكهربائي الذي يُشغّل عبر جهاز كمبيوتر يحمله المريض وينشّط نمطاً من النبضات.
ويستطيع حالياً اثنان من المرضى تنشيط عضلاتهما بشكل طفيف من دون اللجوء إلى نبضات كهربائية.
وعلى سبيل المقارنة، تمكّن مرضى يعانون من شلل في الجزء السفلي وتطرقت إليهم دراسة سابقة من تحريك أرجلهم والوقوف من دون عملية تحفيز.
مناسبة لهؤلاء فقط!
وتُعدّ الشريحة هذه مناسبة حتى الآن فقط لمن يعانون من إصابة فوق الجزء السفلي من النخاع الشوكي الصدري، وهو الجزء الممتد من قاعدة العنق حتى البطن، بسبب الحاجة إلى وجود ستة سنتيمترات من النخاع الشوكي تعمل بصورة طبيعية.
نشأت فكرة استخدام النبضات الكهربائية لمعالجة الشلل من التكنولوجيا المستخدمة لتنظيم الألم، وقال الباحثون إنهم يرون مجالًا لمزيد من التطبيقات.
وأظهروا كذلك أنّ النبضات الكهربائية تستطيع أن تنظّم انخفاض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون إصابات في النخاع الشوكي، ويخططون قريباً لنشر دراسة حول استخدامها لدى من يعانون من حالة متقدمة من مرض باركسنون.
الهواتف الذكية
وأشار الفريق إلى الحاجة لإجراء بحوث إضافية كثيرة قبل أن تصبح الشريحة متاحة خارج الدراسات السريرية، لافتين إلى أنّهم يتلقون يومياً خمس رسائل من مرضى يطلبون منهم المساعدة.
وتشمل خطتهم المقبلة تصغير الكمبيوتر الذي يتحكّم في النبضات ليصبح من الممكن زرعه لدى المرضى والتحكّم به باستخدام الهواتف الذكية.
ويتوقّعون أن يصبح الأمر ممكناً هذا العام، في ظل خططهم لإجراء تجارب واسعة النطاق تشمل بين 50 و100 مريض في الولايات المتحدة ثم في أوروبا.