دعا المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق، علي السيستاني، الجمعة، إلى إجراء انتخابات نيابية مبكرة، لإخراج البلاد من الأزمة التي تشهدها بعد شهرين ونصف من الاحتجاجات في العاصمة ومدن جنوبية عدة.
وقال السيستاني في خطبة الجمعة التي ألقاها ممثله عبد المهدي الكربلائي، في مدينة كربلاء، جنوب بغداد، إن "أقرب الطرق وأسلمها للخروج من الأزمة الراهنة وتفادي الذهاب إلى المجهول أو الفوضى أو الاقتتال الداخلي (...) هو الرجوع إلى الشعب بإجراء انتخابات مبكرة".
وأكد مكتب المرجعية على ضرورة الاسراع بإقرار قانون الانتخابات، منسجما مع تطلعات الشعب، بعد تشريع قانون منصف لها.
كما دان مكتب المرجعية استمرار عمليات الخطف والاعتقال والاغتيال، التي تطال بعض المتظاهرين والناشطين في العراق.
وكان مجلس النواب العراقي قد فشل في تمرير قانون الانتخابات الجديد، إثر خلافات واعتراض من قبل نواب أكراد.
وفي هذه الأثناء، يجري الرئيس العراقي برهم صالح مباحثات سياسية مكثفة مع القوى السياسية، من أجل الخروج من أزمة مرشح الحكومة المقبلة.
واجتمع صالح بأكثر من 170 نائبا للاتفاق على مرشح يحظى بإجماع وطني، فيما أكدت مصادر سياسية لسكاي نيوز عربية أن الرئيس العراقي يتمسك بتقديم مرشح مستقل لرئاسة الحكومة.
ويشهد العراق احتجاجات شعبية منذ أكتوبر، تخللتها أعمال عنف واسعة خلفت نحو 460 قتيلا، وأكثر من 17 ألف جريح، وفق أرقام مفوضية حقوق الإنسان.
ورغم استقالة حكومة عادل عبد المهدي، التي كانت أحد أهم مطالب المحتجين، غير أن التظاهرات لا تزال متواصلة وتطالب برحيل النخبة السياسية المتهمة بالفساد وهدر أموال الدولة، والتي تحكم البلاد منذ 2003.
ويطالب المحتجون بتشكيل حكومة ترأسها شخصية وطنية مستقلة يقبل بها الحراك الشعبي، وإجراء انتخابات بعيدا عن المحاصصة الطائفية بإشراف هيئة مستقلة.