أكدت مصادر سياسية عراقية أن المجموعات الخاصة التي شكلها الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني من مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران هي التي تنفذ الهجمات الصاروخية على المصالح الأمريكية في البلاد، محذرة من الخطة الإيرانية لإشعال العراق والمنطقة طائفيا.
وكشفت "العين الإخبارية" ضمن تقصيها ملف الصواريخ الإيرانية في العراق، نشر فيلق القدس آلاف الصواريخ في مناطق متفرقة من العراق بالقرب من القواعد العسكرية التي تحتضن جنودا ومستشارين أمريكان والمواقع الاستراتيجية والدينية المقدسة لدى مكونات وطوائف الشعب العراقي.
والأربعاء الماضي سقط صاروخ قرب موقع للتنقيب عن النفط تابع لشركة الطاقة الأمريكية العملاقة إكسون موبيل في محافظة البصرة جنوب العراق، ما أسفر عن إصابة 3 عمال عراقيين بجروح.
وهو الهجوم الرابع من نوعه الذي يشهده العراق خلال اليومين الماضيين، إذ سقط صاروخ من نوع كاتيوشا الثلاثاء الماضي قرب مقر قيادة عمليات الجيش العراقي في الموصل شمالي البلاد الذي يحتضن جنودا أمريكيين، واستهدفت كل من قاعدة بلد العسكرية التابعة لمحافظة صلاح الدين وقاعدة التاجي شمال بغداد الإثنين الماضي بصواريخ كاتيوشا دون أن تتبنى أي جهة المسؤولية.
وقال السياسي العراقي مثال الألوسي رئيس حزب الأمة العراقية، لـ"العين الإخبارية"، إن "الهجمات الصاروخية أثبتت أن الدولة العراقية غير قادرة على إعطاء طمأنة وتعهدات للجانب الأمريكي على أن مليشيات الحشد لن تهاجم المصالح الأمريكية في العراق".
وأوضح أن "هناك هيئة أركان إيرانية تعطي الأوامر والتوجيهات للمليشيات لتنفيذ هجماتها داخل العراق، الإرهابي قاسم سليماني شكل مجموعات خاصة من المليشيات الإيرانية هدفها زعزعة الاستقرار في العراق من خلال تنفيذ عمليات إرهابية واسعة من تفجيرات واغتيالات وهجمات صاروخية في كافة المدن العراقية إضافة الى تشكيل مجاميع أخرى مهامها انتحارية، الهدف من عملياتها إشغال واشنطن والمجتمع الدولي بالشأن العراقي كي تواصل إيران نشاطاتها الإرهابية في المنطقة".
وناشد الألوسي الحكومة العراقية بالسعي لنصب منظومات باتريوت أو منظومات أخرى مضادة للصواريخ لحماية العراقيين.
وبين الألوسي أن إيران ومليشياتها وعصاباتها الإرهابية تخطط لجر العراق إلى حرب طائفية مدمرة تستخدم فيها العراقيين كدروع وورقة ضغط أمام تنامي الضغوطات الدولية على النظام الإيراني.
ولفت إلى أن تحركات المليشيات في الطارمية واضحة، وتشير إلى استعدادها لاستهداف الكاظمية ومرقد الإمام موسى الكاظم واستهداف مرقد الشيخ عبدالقادر الكيلاني بالصواريخ، لإشعال الحرب الطائفية.
وأكد الخبير الاستراتيجي والعسكري العراقي علاء النشوع لـ"العين الإخبارية" سعي النظام الإيراني لتوجيه أنظار واشنطن نحو اتجاهات أخرى عبر استهداف دول الخليج العربي والعراق اعتمادا على مليشياتها.
وتأتي مليشيا النجباء الذي يتزعمها الإرهابي أكرم الكعبي، في مقدمة المليشيات التي تنفذ الخطة العسكرية الإيرانية داخل العراق، حيث تمتلك لواءين عسكريين أحدهما لواء الباقر الموجود في سوريا، والآخر لواء كتائب سيد الشهداء الموجود في العراق الذي يتألف من أكثر من ٣ آلاف و٥٠٠ مسلح مهمته حماية الصواريخ الإيرانية التي تدخل العراق، وترتبط النجباء مباشرة بقاسم سليماني.
وكشف النشوع "نشرت إيران أكثر من ٣ آلاف صاروخ مختلف المديات في العراق، يشرف ضباط من فيلق القدس ومن مليشيا حزب الله اللبنانية عليها، أما مهام مليشيات النجباء والعصائب وكتائب حزب الله العراق إضافة إلى السنة، الذين جندوهم مؤخرا وشكلوا لهم فصائل مسلحة ضمن صفوف المليشيات وفي مقدمتهم مليشيا أنصار الله، فتكمن في إطلاق الصواريخ على الأهداف المحددة مسبقا من قبل الإيرانيين"، لافتا إلى أن مليشيات بدر التي يتزعمها هادي العامري أسند إليها الحرس الثوري مهمة تمثيل الجانب السياسي من المشروع الإيراني في العراق، لذلك تظهر على الإعلام بعد كل هجمة صاروخية لتعلن أن المليشيات بريئة منها.
وتنتشر الصواريخ الإيرانية في قضاء طوزخورماتو جنوب كركوك قرب قاعدة الصديق العسكرية، وكذلك تعتبر هذه الصواريخ الموجودة في طوزخورماتو تهديدا لقاعدة K1 الجوية في كركوك، ومركزت إيران صواريخها في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين القريبة من قاعدة سبايكر، وفي قضاء بيجي ضمن المحافظة ذاتها، وكذلك في القيارة جنوب الموصل قرب مطار القيارة العسكري، وفي جرف الصخر والأنبار والبصرة وسنجار وديالى ومناطق عديدة في حزام بغداد وداخل بغداد، جميع هذه القواعد تحتضن عسكريين أمريكان وجنودا من التحالف الدولي.
وحسب معلومات النشوع، أدخل فيلق القدس خلال الأسبوعين الماضيين عبر الحدود الإيرانية العراقية بمحافظة ديالى أكثر من ٣٠٠ منصة إطلاق صواريخ وصواريخ متوسطة المدى تعرف بالمزعجة عسكريا، لأنها تسقط بشكل عشوائي في دائرة الهدف، كاشفا أن هذه المنصات أدخلت العراق في شاحنات تبريد، ومركزتها إيران في المدن المذكورة.
وحذر النشوع من الخطط الإيرانية لإسقاط العراق وتدميره بالكامل، وأردف بالقول "إذا لم تنه أمريكا المليشيات في العراق سريعا فستكون نهاية بغداد والعراق على يد هذه المليشيات التي ستنشر الفوضى وتبدأ بنهب المصارف وتنهي عمل الوزارات وكافة مؤسسات الدولة"، مشيرا إلى أن إيران تريد إعادة تجربة اليمن في العراق من خلال انقلاب المليشيات على الحكومة.
وضمن المشروع الإيراني لإشعال العراق، نقلت مليشيا الحشد خلال الأيام الماضية الفوج التكتيكي إلى محافظة كركوك لزعزعة الاستقرار فيها، خصوصا أن كركوك تحتضن خليطا من القوميات والطوائف المتنوعة وتعتبر مدينة متنازعة عليها بين إقليم كردستان العراق وبغداد.
ويتمثل مهام الفوج التكتيكي في الحشد بتنفيذ التفجيرات والاغتيالات، ويقوده القيادي أبوحسام السهلاني الذي يتلقى أوامره بشكل مباشر من قاسم سليماني.