مع بداية فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة خصوصاً في ساعات الليل، فإن أهم شيء يدور في أذهان معظم الناس هو إيجاد طرق للشعور بالدفء، لكن ما لا يعرفه البعض أن قليلاً من البرودة قد تضيف فوائد جمة.
فقد أفادت دراسة حديثة بأن التكيّف مع البرد يمكن أن يكون مفيداً أيضاً لصحتك، مع فوائد تتراوح من التحكم في الوزن إلى تحسين الصحة العقلية وصحة أفضل للجهاز المناعي.
حرق المزيد من السعرات
ووجدت دراسة أجريت في هولندا أن الأشخاص الذين أمضوا وقتاً في غرفة تتراوح درجة حرارتها بين 15 و16 درجة مئوية لمدة 10 أيام زادوا من نشاط الدهون البنية (brown fat) لديهم وحرقوا المزيد من السعرات الحرارية.
كذلك، قضى المتطوعون في التجربة ست ساعات يومياً في البرد، لكن القائمين على البحث قالوا إنه ربما يمكنك التخلص السعرات الحرارية دون الحجة لقضاء كل ذلك الوقت.
وأضافت الدراسة أنه كلما زاد الوقت الذي يقضيه الأشخاص في البرد، قل شعورهم به، لافتة إلى أنه وبمجرد أن يتكيف المتطوعون مع درجات الحرارة الباردة، وجدوا الغرفة الباردة دافئة ومريحة.
السباحة في الماء البارد
في موازاة ذلك، توصلت دراسة جديدة بقيادة سوزانا سوبيرج من جامعة كوبنهاغن إلى أن السباحين الذين اعتادوا السباحة في المياه الباردة يحرقون سعرات حرارية أكثر من هؤلاء غير المعتادين على المياه الباردة، ما يشير إلى أن تدريب الدهون البنية يجعلها تعمل بكفاءة أكبر.
إلا أن الدراسة لم توضح بعد مدى ارتباط ذلك بالتحكم في الوزن، ويرجع ذلك جزئياً إلى أن السباحة في الماء البارد تميل إلى أن تكون قصيرة نسبياً، لكن أحد المؤشرات لحرق السعرات قد يكون شعورنا بالجوع بعد السباحة.
وقد تكون الأشكال الأخرى من التمارين في البرد طرقاً أفضل لحرق السعرات الحرارية، فقد ثبت أن المشي أو الجري أو ركوب الدراجات في البرد يحرق سعرات حرارية أكثر من فعل الشيء نفسه في الطقس الأكثر دفئاً.
مع ذلك، قالت الدراسة إن هناك العديد من الفوائد الصحية المحتملة الأخرى للغطس البارد، لكن لسوء الحظ يرتبط معظمها بالبرد الشديد.
وعلى عكس التأقلم التدريجي مع غرفة أكثر برودة، فإن الدخول في الماء البارد يمثل دائماً صدمة للجسم حيث يبرد الجسم في الماء بسرعة أكبر بكثير مما يبرد في الهواء، ويؤدي الفقد السريع للحرارة من الجلد إلى استجابة التخلص من هرمونات التوتر عبر السطح.
وتم ربط هذه الصدمة القصيرة والحادة بفوائد متعددة، بما في ذلك نظام مناعي أكثر صحة، وفق الخبراء.
الاستحمام بالماء البارد
في سياق متصل، وجدت إحدى الدراسات أن الاندفاع الأولي للأدرينالين سرعان ما أعقبه زيادة في المواد الكيميائية المضادة للالتهابات في الدم، ما قلل من الاستجابة المناعية. وبعد ذلك، عند حقنها بجزء صغير من البكتيريا، لتحفيز الاستجابة المناعية، كان لدى الأشخاص المعرضين للبرد أعراض أقل وحمى أقل من الأشخاص الذين لم يغمروا أنفسهم في الماء البارد.
كذلك، كشفت دراسة منفصلة، مع أكثر من 3 آلاف متطوع، أن أولئك الذين أنهوا الاستحمام بماء دافئ لمدة 30 إلى 90 ثانية وأنهوه بالماء البارد كل يوم لمدة شهر أقل احتمالا بنسبة 30% لأخذ إجازة مرضية من العمل مقارنة بأولئك الذين توقفوا عن العمل بعد أخذ حمام بالماء الدافئ فقط.