كشفت خلال الساعات الماضية أسرار غريبة عن غلاف كوكب المشتري العجيب. فقد أتاحت بيانات جمعتها المركبة الفضائية جونو التابعة لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية ناسا) فهما أعمق للغلاف الجوي العنيف لكوكب المشتري بما في ذلك البقعة الحمراء العظيمة حيث أظهرت أن تلك العاصفة الهائلة
تمتد إلى الأسفل مسافة أطول بكثير مما كان متوقعا.
إلى هذا، قال باحثون أمس الخميس بحسب رويترز إن البقعة الحمراء العظيمة تمتد ما بين 350 و500 كيلومتر أسفل السحب التي تعلو المشتري وذلك استنادا إلى قياسات للموجات متناهية القصر والجاذبية حصلوا عليها بواسطة جونو.
البقعة الحمراء على المشتري
وصف ثلاثي الأبعاد
كما قدمت تلك البيانات إلى العلماء الذين يدرسون أكبر كواكب المجموعة الشمسية، الذي يمكن أن يستوعب ألف كرة أرضية، وصفا ثلاثي الأبعاد لغلافه الجوي.
وفيما ظهر أن خطوط وبعض العواصف مثل البقعة الحمراء العظيمة تطغى على المظهر الملون لكوكب المشتري الغازي الضخم، وهو خامس الكواكب بعدا
عن الشمس ويبلغ قطره نحو 143 ألف كيلومتر.
كما مكنت أداة تعرف بمقياس الإشعاع الموجات متناهية القصر العلماء من التدقيق فيما يدور أسفل السحب التي تحيط بالمشتري ودراسة هيكل عواصفه العاتية مما بين لهم أنها تمتد عميقا جدا في الغلاف الجوي للكوكب لمسافة أبعد بكثير مما كان متوقعا.
النظر داخل الكوكب
في السياق، قال سكوت بولتون الباحث الرئيسي في مهمة جونو في معهد ساوث وست للأبحاث في تكساس وكبير الباحثين في واحدة من دراستين عن المشتري نُشرتا في دورية ساينس يوم الخميس "يعمل المشتري بهذه الطريقة الغامضة التي كشفنا عنها نوعا ما للمرة الأولى، لأن هذه هي أول مهمة تتمكن من النظر داخل الكوكب".
كما أضاف "نرى مفاجئات"، معتبرا أن البقعة الحمراء العظيمة " أكبر عاصفة في المجموعة الشمسية بأكملها. لا يوجد مثيل لها".
تتحرك بعنف
يشار إلى أن البقعة الحمراء العظيمة عاصفة عاتية يبلغ اتساعها نحو 16 ألف كيلومتر وتتحرك بعنف في النصف الجنوبي للكوكب. وتعتبر من عجائب
النظام الشمسي وهي موجودة منذ قرون، لكن العلماء لم يكونوا يعرفون الكثير حتى الآن عما يحدث أسفل سطحها.
وتدور المركبة الفضائية جونو في مدار حول المشتري منذ 2016 وتجمع معلومات عن غلافه الجوي وهيكله ومجاله المغناطيسي الداخلي.