تقدّمت شركة ميرك للأدوية بطلبٍ لهيئة الدواء والغذاء الأميركية للتصريح بالاستخدام الطارئ لعقار "مولنوبيرافير" المضاد لفيروس كورونا.
وبحسب رويترز فإنَّ تصريح هيئة الدواء والغذاء للاستخدام الطارئ "ربما" يساعد في تغيير الإدارة السريرية لفيروس كورونا المستجد؛ حيث إنّه بالإمكان تناول العقار في المنزل.
وساهم عقار مولنوبيرافير في ارتفاع معدلات الشفاء من فيروس كورونا بنسبة 50 بالمئة للمرضى الذين تكون إصابتهم متوسطة وخفيفة، بحسب بيان لشركة ميرك صادر الشهر الماضي.
وتشير رويترز إلى أنَّ فعالية العقار أثّرت بشدة على حصص شركات تصنيع لقاحات فيروس كورونا، وأدت لصراعات بين الدول بما فيها ماليزيا وكوريا الجنوبية وسنغافورة لتوقيع اتفاقيات مع "ميرك" المنتجة للعقار.
وفي يونيو الماضي، وافقت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على شراء مولنوبيرافير بقيمة 1.2 مليار دولار، وقالت الشركة إنها تتوقع إنتاج 10 ملايين جرعة إجمالية من العقار بنهاية عام 2021.
ويعتبر عقار مولنوبيرافير واحدًا من عدة أدوية مضادة للفيروسات قيد التطوير أو الاختبار حاليًا.
وبحسب بيان للشركة على لسان الرئيس التنفيذي لها، روبرت ديفيس، فإنَّ "التأثير الاستثنائي للوباء يدفع الجميع للتحرك بإلحاح غير مسبوق، والعمل مع الهيئات التنظيمية الأخرى، حيث نبذل قصارى جهدنا لتقديم مولنوبيرافير للمرضى في جميع أنحاء العالم بأسرع وقت ممكن".
عقاقير أخرى
وبحسب موقع "نيتشر" فإنَّ العقار يجعل علاج المرضى في وقت مبكر من العدوى أسهل بكثير وأكثر فعالية، وسيمنع الازدحام في المستشفيات، خاصة في الدول التي لا تزال فيها معدلات التطعيم منخفضة.
ويشير الموقع إلى أنَّ العقار كان فعالًا للغاية في تجربة المرحلة الثالثة التي شملت أشخاصًا مصابين بفيروس كورونا.
ويقول الموقع إنّ العقاقير الأخرى المعروضة لمواجهة فيروس كورونا، لا يُسمح إلا باتخاذها عن طريق الوريد أو الحُقن، وهو ما يُصعِّب على الأشخاص المصابين بتلّقي هذه العقاقير قبل الوصول للمستشفى.
أمَّا عن عقار "ريمديسفير" فإنّه لا يتم منحه للمريض إلا في حالة دخول المستشفى، أمَّا عقار "مونوكلونال" المضاد لم يُستخدم إلا في أضيق الحدود بسبب صعوبة إعطائه.
وحتى الآن، يعتبر عقار ريمديسفير الدواء الوحيد الذي حصل على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، حيث وجد الباحثون أنها اختصرت مدة شفاء المرضى بمتوسط من 5 أيام ليومٍ واحد، وتأمل شركة ميرك أن يكون مولنوبيرافير هو التالي للحصول على الترخيص.
إلا أنَّ أستاذ الفيروسات في جامعة جورجيا في أتلانتا الأميركية ريتشارد بليمبر يرى أنَّه من الأفضل البدء في تناول تلك العقاقير، فكلما كانت درجة المرض خطيرة، كان مفعول الأدوية أقل، مضيفًا: "حبوب الدواء التي تتطلب فقط الذهاب إلى الصيدلية بمجرد ظهور الأعراض، ستجعل من العلاج المبكّر أسهل بكثير، ويحد من تفاقم الإصابات".
في حين يرى ساي كو أستاذ الأمراض المعدية في جامعة ليفربول في بريطانيا والذي قاد تجربة سريرية لعقار مولنوبيرافير، بحسب ما نقل عنه موقع "نيتشر" أنَّ مع ظهور فيروس كورونا لم يكن هناك أي مضاد للفيروسات منذ تجربة "السارس الأولى في عام 2002".
وبحسب الموقع فإنَّ "كوفيد 19" لم يكن المرض الأول الذي يسببه فيروس كورونا، فمثلًا "سارس" كان إحدى هذه الفيروسات إلا أنّه تلاشى سريعًا، ما يعني أنّ منتجي العقار لم يكن لديهم "الحافز" لتطوير مضادات للفيروسات.