منذ تشكيلها في الستينيات من القرن الماضي، كانت فرق القوات الخاصة SEAL التابعة للبحرية الأميركية في حالة سعي للحصول على المزيد من "قوة النيران". ولطالما كان أفراد قوات "سيل" SEAL، الذين يشار إليهم أيضًا بـ"نخبة الكوماندوز"، يهتمون بشكل خاصبقاذفات القنابل اليدوية ذات الحجم الكبير.
وبحسب ما نشرته مجلة National Interest الأميركية، تم تشكيل فرق القوات الخاصة الأميركية للعمليات البحرية والجوية والبرية في عام 1962. وسرعان ما أصبحت وحدات "حرب غير تقليدية" مدعومة بترسانة هائلة من الأسلحة التجريبية.
جندي في الجيش الأميركي يستخدم قاذفة من طراز M-79
وفي الستينيات من القرن الماضي، اختبرت قوات الكوماندوز البحرية الأميركية بنادق خفيفة الوزن جديدة وبنادق آلية وأسلحة كاتمة للصوت. واهتم أفراد قوات SEAL أيضاً بقاذفات القنابل اليدوية المحمولة.
وكان الجيش الأميركي قد بدأ هذه المسيرة قبل قوات "سيل، باستخدامه سلاحا جديدا وفعّالا يسمى M-79، وهو عبارة عن قاذفة قنابل محمولة يمكنها إطلاق قذيفة قطرها 40 ملم لمسافات أبعد مما يمكن لجندي مشاة فعله يدوياً. لكن كان يعيب قاذفة القنابل M-79 أنه كان يمكنها إطلاق قذيفة واحدة فقط ثم يتم إعادة تلقيمها. لذا سعت قوات SEAL، عند إنشائها، للحصول على قاذفة قنابل محمولة يمكنها إطلاق عدة قنابل متتالية.
القاذفة M-79
وكان الجيش الأميركي قد حاول، في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، تطوير القاذفة M-79 لتطلق ثلاث جولات من القنابل. وبالفعل، حصلت القوات الخاصة SEAL، التابعة لفرع القتال البري من الجيش، على بعض هذه القاذفات، المسماة T-148، للاختبار في فيتنام. لكن لم يتم استخدام هذا السلاح مطلقاً خلال القتال، بحسب ما كتبه مؤرخ SEAL الشهير كيفن دوكري، وذلك بسبب افتراضات بأن خزانة القاذفة المفتوحة ستمتلئ بسرعة بالحطام.
وبالتالي، لجأت الكوماندوز إلى البحث عن مفاهيم جديدة، وبالفعل أنشأ فرع الإبحار في مركز الأسلحة البحرية الأميركية في كاليفورنيا خلال الستينيات نماذج لتلبية هذه المتطلبات. تضمنت هذه النماذج تصميمين مختلفين لقاذفات قنابل متعددة الطلقات.
القاذفة T-148
تم تصميم إحدى قاذفات قنابل بشكل يتيح استخدامها إلى جانب بندقية M-16، بينما كانت القاذفة الأخرى تشبه بندقية كبيرة تشتمل على ثلاثة براميل منفصلة، كل منها محمل بقنبلة يدوية. لكن، ووفقاً لما ذكره دوكري، كانت هذه النماذج هشة.
وعلى الرغم من خفض وزارة الدفاع الأميركية الميزانيات وعدد قوات العمليات الخاصة بعد انتهاء الحرب في فيتنام، استمر السعي للحصول على قاذفات قنابل يدوية أكثر تأثيراً. وفي التسعينيات، أنشأت محطة الذخائر البحرية في لويزفيل بولاية كنتاكي تصميماً جديداً للقاذفات، يسمى EX-41، ويطلق نوعاً خاصاً من الذخيرة عيار 40 ملم.
قائفة من طراز EX-41
جمع التصميم الجديد آنذاك ميزات من القاذفات الصغيرة مثل M-79 وأخرى من أسلحة أكبر مثل المدفع الرشاش Mk-19. وكان القاذف الجديد الفريد من نوعه يزن حوالي 10 كلغ، بينما كان وزن قاذفة القنابل M-79 التي لا يزيد عن 3 كلغ.
بعدها بدأ الشوط الأخير في مسيرة القوات الخاصة الأميركية لتطوير هذا السلاح في منتصف العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. ففي عام 2006، بدأ سلاح مشاة البحرية الأميركية في شراء قاذفات قنابل يدوية تطلق ست قذائف.
وفي عام 2008، أشارت تقاريرإلى أن الكوماندوز الأميركي كان يبحث في تطوير نسخته الخاصة من القاذفة المسماة Mk-14. هذا البديل الجديد كان لديه برميل أقصر لجعله أخف وزناً وأسهل في الاستخدام.
قاذفة من طراز Mk-14
وتم تطوير هذه القاذفات بدرجة نالت إعجاب أفراد القوات الخاصة الأميركية SEAL والمارينز، ووصفوا الإصدار الجديد من قاذفات القنابل، التي أطلق عليها اسم M-32A1، بأنه "ناجحاً كبيراً" فيما يكلل مسيرة بحث وتطوير استغرقت عشرات السنين.
قاذفة من طراز M-32A1