في الوقت الذي انتشر فيه فيروس كورونا في العام الماضي توجهت شركات عديدة إلى الأتمتة بشكل كبير للتعامل مع الظروف المتغيرة بسرعة، فوجدت بعض الشركات أن الروبوتات قدمت ميزة تسويقية نظراً للتركيز الشديد على النظافة الشخصية والتباعد المكاني. وبعد أن مرت أسوأ مراحل الجائحة العالمية عاد التركيز إلى قضية الروبوتات وتأثيرها على الوظائف.
ويذكر أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة من بين الدول التي تعاني من نقص شديد في العمال، حيث إن 250 ألف بريطاني ممن كانوا موظفين في عام 2019 عاطلون عن العمل الآن، ما يرفع الشواغر إلى 20% أكثر مما كانت عليه قبل الجائحة. كما غادر البلاد ما لا يقل عن 200 ألف من مواطني الاتحاد الأوروبي الذين شغلوا وظائف في مجالات الزراعة والنقل وغيرها، ومن المحتمل ألا يعودوا أبداً.
دفع كل ذلك الشركات إلى الاستثمار في الأتمتة كوسيلة للتعويض عن نقص العمال. وعلى سبيل المثال، طورت شركة «سمول روبوت» (SmallRobot) البريطانية روبوتين قادرين على قتل الأعشاب الضارة في حقول القمح، ما يخفف استخدام المبيدات الحشرية بشكل كبير. وأما شركة (Xihelm) البريطانية فبنت روبوتاً يحصد الفواكه والخضراوات الناضجة في البيوت البلاستيكية.
ولعل الوباء ونقص العمال يسببان هذه السرعة في انتشار الذكاء الاصطناعي والروبوتات وأشكال أخرى من الأتمتة. ومع ذلك، لا تشير الظروف الحالية إلى إمكانية وصول الحلول التقنية في الوقت المناسب لتعوض الشركات عن نقص العمال، حيث يبقى روبوت (Xihelm) في مرحلة الاختبار حالياً. وبينما تعمل بعض الشركات في وادي السيليكون وأماكن أخرى على شاحنات ذاتية القيادة، تظل هذه التكنولوجيا على بعد سنوات من الجدوى التجارية، ناهيك عن تخوف الناس منها.
ويذكر أن أمازون تشغّل أكثر من 200 ألف روبوت في مراكز التوزيع، على حين توظف «أوكادو» (Ocado) ما يزيد على 1000 في منشأة واحدة من منشآتها، مع استمرار الشركتين بتوظيف اليد العاملة البشرية بشكل كبير نظراً لعدم قدرة الروبوتات على إنجاز عمليات الانتقاء والتخزين وغيرها من العمليات التي تتطلب إدراكاً بصرياً ومهارة بشرية.
ومن المتوقع أن تخضع أي وظيفة تنطوي على التحليل الروتيني والتعامل مع المعلومات إلى الأتمتة كلياً أو جزئياً. ومثال على ذلك وكالات الأنباء التي تستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي لكتابة المقالات الإخبارية، في حين تعمل الخوارزميات القانونية الذكية على تحليل العقود والتنبؤ بالأحكام القضائية.