في كل عام يتغير ترتيب الشركات المصنعة للهواتف الذكية ومدى سيطرتها على السوق وهو الأمر الذي تحدده كل من مبيعات الشركات وأرباحها وشحناتها من الهواتف الذكية في كل ربع من العام، لكن هذا العام يمكن أن يكون عام التغيرات الجذرية، ما زالت السوق تأتي بالمفاجآت الكبيرة التي كان أبرزها خلال الربع الثاني من العام انخفاض أرباح شركة هواوي وتربع منافسها الصيني "شاومي" على عرش سوق الهواتف الذكية من حيث الشحنات العالمية.
فبحسب تقرير مؤسسة Counterpoint للأبحاث ولأول مرة منذ دخولها عالم الهواتف الذكية نجحت "شاومي" في أن تصبح أكثر الشركات شحنا للهواتف الذكية في العالم خلال يونيو عام 2021 متخطية "سامسونج" و"أبل" في حدث لا يتكرر كثيرا، حيث شحنت الشركة الصينية 17.1 في المائة من إجمالي الهواتف المشحونة خلال ذلك الشهر لتحتل المركز الأول بفارق بسيط عن "سامسونج" التي حققت 15.7 في المائة و"أبل" التي حققت 14.3في المائة.
وتعد هذه النسبة زيادة شهرية قدرها 26 في المائة مقارنة بمايو التي تعطي مؤشرا على أن "شاومي" قد باعت تقريبا 800 مليون هاتف ذكي منذ دخلوها هذا السوق في عام 2011.
وعلى مستوى المبيعات في أوروبا، أصبحت "شاومي" الشركة الأكثر مبيعا للهواتف الذكية خلال الربع الثاني من العام الحالي 2021، متفوقة بذلك على شركة سامسونج التي تتربع على عرش مبيعات الهواتف الذكية منذ أعوام، وذلك حسب إحصائيات شركة Strategy Analytics، وكانت "شاومي" قد نجحت أخيرا أيضا في تخطي شركة أبل Apple لتصبح ثاني أكثر الشركات مبيعا للهواتف الذكية في العالم خلال الربع الثاني من عام 2021.
حيث حققت "شاومي" مبيعات بلغت 12.7 مليون هاتف خلال الربع الثاني من عام 2021، وذلك بزيادة هائلة على أساس سنوي بلغت 67.7 في المائة أي مقارنة بالربع نفسه من العام الماضي 2020، فيما انخفضت مبيعات "سامسونج" بنسبة 7 في المائة خلال الفترة نفسها إلى 12 مليون هاتف ذكي، وذلك على الرغم من أن "سامسونج" لا تزال أكبر بائع للهواتف الذكية في العالم، وجاءت أبل في المرتبة الثالثة بمبيعات بلغت تسعة ملايين هاتف بمعدل نمو بلغ 15.7 في المائة، وتلتها شركة أوبو بمعدل نمو بلغ 180 في المائة، ثم "ريلمي" في المرتبة الخامسة بمعدل نمو هائل أكثر من 1800 في المائة.
أما شركة Canalys كان لتحليلاتها رأي أخر، التي أشارت إلى أن "شاومي" وصلت للمرتبة الثانية كأكثر الشركات بيعا للهواتف الذكية متخطية "أبل"، لتأتي خلف شركة سامسونج بفارق بسيط، حيث تمكنت "شاومي" من أن تصبح ثاني أكبر مصنع للهواتف الذكية خلال الربع الثاني من عام 2021 (من أبريل إلى يونيو) مستحوذة على 17 في المائة من إجمالي الهواتف التي تم شحنها عالميا.
ويعني وصول "شاومي" إلى هذه النسبة تحقيقها نموا سنويا يصل إلى 83 في المائة مقارنة بإحصائيات الربع الثاني من العام الماضي وهي أكبر نسبة نمو تحققها إحدى الشركات الخمس التي تتصدر التقرير كأكثر الشركات مبيعا للهواتف الذكية.
وبحسب Canalys، استحوذت "سامسونج" على 19 في المائة من مبيعات الهواتف الذكية لتحافظ على مركزها الأول بينما حققت "أبل" 14 في المائة لتحل في المركز الثالث، بينما حافظت كل من "أوبو" و"فيفو" على مركزيهما الرابع والخامس على التوالي ولكنهما حققتا نموا مرتفعا بنسبة 28 في المائة للأولى و27 في المائة للأخرى.
كما تأتي هذه النتائج والتقلبات في سوق الهواتف بعد أن أعلنت شركة هواوي نتائج النصف الأول من 2021، التي شهدت تراجعا كبيرا في الإيرادات مقارنة بـ2020، مع إيرادات بلغت 49.5 مليار دولار بانخفاض 29 في المائة، ويعد هذا التراجع منطقيا بالنسبة إلى الشركة الصينية مع استمرار العقوبات الأمريكية، وبيعها العلامة التجارية هونر التي كانت تعد من أهم مصادر الإيرادات لديها.
وبالرغم من تراجع الإيرادات إلى 29 في المائة، فقد شهدت الشركة نموا في صافي الأرباح بواقع 9.8 في المائة مقارنة بـ9.2 في المائة من الفترة نفسها العام الماضي.
وتسبب التراجع في جميع أقسام الشركة في هذا الهبوط المدوي للإيرادات، خاصة قسم الشبكات والأعمال الذي هبطت إيراداته إلى أكثر من 46 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من 2020.
وقد لا يستمر هذا الأداء كما هو حتى نهاية العام، حيث إنه من المتوقع أن تزداد مبيعات "أبل" بالتأكيد مع إطلاق هواتف الجيل الجديد من آيفون خلال الشهر المقبل، إلى جانب التوقعات في زيادة مبيعات "سامسونج" بعد إطلاق هواتفها القابلة للطي بعد أيام، وقد يضمن حفاظ "شاومي" على معدل النمو لها البقاء في المركز الثالث خلال عام 2021 مثلما كانت في 2020 ولكنه سيجعل وصولها إلى القمة مسألة وقت لا أكثر.