فيما يقترب الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز من الانطلاق منتصف أغسطس /آب المقبل، تصارع أندية الدوري الأغلى في العالم من حيث القيمة السوقية للبقاء عن طريق الاستدانة مع هبوط حاد في إيراداتها بفعل تبعات الجائحة التي تلقي بظلالها على نشاط الأندية ليس في بريطانيا فقط ولكن في العالم ككل.
وبالنسبة إلى نشاط يرتكز جل مداخيله المالية على الحضور الجماهيري، فإن المدرجات الفارغة على مدار شهور طويلة بسبب الجائحة كانت بمثابة لطمة قوية للمركز المالي لتلك الأندية التي توجهت نحو البنوك وملاكها الأثرياء من أجل الحصول على السيولة اللازمة لاستمرار أعمالها ودفع الرواتب الباهظة للاعبيها، بحسب تقرير حديث صادر عن Deloitte.
ويشير التقرير الذي اطلعت "العربية.نت" على مقتطفات منه إلى أن صافي الدين لأندية الدوري الإنجليزي الممتاز Premier League ارتفعت إلى مستوى قياسي بلغ نحو 4 مليارات جنيه إسترليني أو ما يوازي نحو 5.8 مليار دولار في نهاية موسم 2019-2020 والذي توقف على مدار أشهر طويلة في ذروة انتشار الجائحة.
وتراجعت إيرادات 20 ناديا هم قوام الفرق المتنافسة في الدوري الممتاز الإنجليزي للمرة الأولى في تاريخ المسابقة بنحو 648 مليون جنيه إسترليني أو ما يوازي 903 ملايين دولار إلى 4.5 مليار جنيه إسترليني ليمثل هذا الموسم أول انخفاض سنوي في إيرادات تلك الأندية منذ انطلاق المسابقة.
وارتفاع مستويات الدين الصافية للأندية المشاركة في الدوري الإنجليزي والذي يستثني السيولة المتاحة من القروض مؤشر قوي على الصعوبات المالية التي تواجهها تلك الأندية في خضم الجائحة مع الإشارة إلى قوة المداخيل المالية التي تتمتع بها تلك الأندية مقارنة مع الدوريات المنافسة في إسبانيا وألمانيا وفرنسا.
ويشير تقرير صادر عن Uefa، وهو أعلى جهاز إداري لإدارة شؤون اللعبة داخل القارة العجوز، إلى أن أندية أوروبا فقدت نحو 9 مليارات يورو أو ما يوازي نحو 10.6 مليار دولار من مداخيلها المالية بفعل تبعات الجائحة والتي تسببت في بداية المطاف في توقف النشاط بصورة تامة ومن ثم استئنافه بمدرجات فارغة وبعد ذلك استئنافه بحضور جماهيري محدود وإجراءات احترازية غير مسبوقة.
واستخدمت أندية أرسنال وتوتنهام خطوط الائتمان التي أتاحها بنك إنجلترا، البنك المركزي، من أجل مواجهة تبعات الجائحة فيما أتاحت شركة MetLife للتأمين، إحدى الشركات الراعية للمسابقة، خطا ائتمانيا بنحو 117 مليون جنيه إسترليني يمكن للأندية استخدامه من أجل مواجهة تبعات الجائحة.
وتسببت الجائحة في توجه كبار أندية أوروبا نحو السعي من خروج تحت مظلة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والسعي من أجل تأسيس بطولة جديدة برعاية أحد بنوك الاستثمار العالمية الكبرى بما يضمن لها مورد جديد من الإيرادات يمكنها من التعايش مع الأوضاع الجديدة ولكن مصير هذا السعي اصطدم على صخرة رفض جماهيري وحكومي تام ليكتب للبطولة الجديدة "Super League" الفشل.