يمكن أن تكون القهوة هي الاختيار الأمثل في الصباح لدى العديد من الأشخاص، حيث تشير العديد من الدراسات إلى فوائدها الصحية المتعددة، لكن تكشف نتائج دراسة جديدة إلى أن الإفراط في تناولها يمكن أن يضر بصحة الدماغ بمرور الوقت.
وتوصل باحثون أستراليون إلى أن ارتفاع استهلاك القهوة مرتبط بصغر حجم الدماغ الكلي وزيادة خطر الإصابة بالخرف بنسبة 53%، وخطر الإصابة بسكتة دماغية بنسبة 17%، بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية.
الاعتدال سيد الموقف
كما تضمنت نتائج الدراسة الجديدة الإشارة إلى كم كبير من الأدلة السابقة على أن شرب القهوة له فوائد صحية أخرى بمرور الوقت، طالما لم يتم استهلاكها بإفراط.
وعلى الرغم من أنه لم يتم تحديد أن الاستهلاك الزائد للقهوة تسبب في الإصابة بالخرف، إلا أن الباحثين حذروا من الاستهلاك الزائد للقهوة والذي حددوه بأنه ما يزيد عن ستة أكواب في اليوم.
إلى هذا، تم نشر نتائج الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة ساوث أستراليا بالتعاون مع أكاديميين من مؤسسات أخرى من بينها جامعتا كامبريدج وإكستر، في دورية Nutritional Neuroscience.
الأكثر شعبية في العالم
وتعتبر القهوة من أكثر المشروبات شعبية في العالم، وقالت الباحثة كيتي فام من جامعة ساوث أستراليا: "مع زيادة الاستهلاك العالمي عن تسعة مليارات كيلوغرام سنويًا، فمن الأهمية بمكان أن نفهم أي آثار صحية محتملة".
كما تعد الدراسة هي الأكثر شمولاً فيما يتعلق بالصلة بين القهوة وقياسات حجم الدماغ ومخاطر الخرف ومخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية. وأيضاً تعتبر أكبر دراسة تأخذ في الاعتبار بيانات التصوير الحجمي للدماغ ومجموعة واسعة من العوامل المربكة.
وفي ضوء جميع الفرضيات الممكنة، تم التثبت من أن ارتفاع استهلاك القهوة كان مرتبطًا بشكل كبير بانخفاض حجم الدماغ، و"بشكل أساسي، يمكن أن يؤدي شرب أكثر من ستة فناجين من القهوة يوميًا للتعرض إلى خطر الإصابة بأمراض الدماغ مثل الخرف والسكتة الدماغية".
فنجانان يومياً
ووفقا لتوصيات هيئة سلامة الأغذية الأوروبية، يجب ألا يتم تناول أكثر من 400 مغم من القهوة يوميًا، أي حوالي أربعة إلى خمسة أكواب على الأكثر، وألا يزيد الحد الأقصى اليومي للنساء الحوامل عن 200 مغم.
وقالت الباحثة بروفيسور إيلينا هيبونن: إن "الاستهلاك اليومي المعتاد للقهوة يجب أن يتراوح ما بين فنجان أو فنجانين قياسيين"، ولأنه يمكن أن تختلف مقاييس الأكواب بطبيعة الحال، فإن تناول فنجانين من القهوة يوميًا جيد بشكل عام.
مشروب بديل
كما ينصح الباحثون الشخص الذي يستهلك أكثر من ستة أكواب في اليوم، بإعادة التفكير والبحث عن مشروب بديل.
وأضاف الباحث بروفيسور ديفيد لويلين من جامعة إكستر: "يمكن لمن يشربون القهوة بكثرة أن يقللوا من خطر الإصابة بالخرف عن طريق تقليل كمية ما يشربونه، على سبيل المثال عن طريق شرب الشاي كبديل للقهوة، والذي لا يرتبط بمخاطر الخرف وفقا لنتائج الدراسة".
الكافيين ومعالجة المعلومات
في وقت سابق من هذا العام، توصل باحثون سويسريون إلى أن تناول الكافيين بانتظام يقلل من حجم المادة الرمادية في الدماغ، مما يشير إلى أن تناول القهوة يمكن أن يضعف قدرة الإنسان على معالجة المعلومات.
وتجري جامعة ساوث أستراليا دراسات بشكل مستمر حول آثار احتساء القهوة، أحد المشروبات المفضلة في أستراليا، على صحة الإنسان. ففي فبراير، كشف فريق بحثي أسترالي أن استهلاك القهوة بكثافة طويلة الأمد، ستة أكواب أو أكثر في اليوم، يمكن أن يزيد من كمية الدهون في الدم، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية (CVD).