كان سليمان حامد يحلم بأن يصبح بطلا في ألعاب القوى، حيث كان الأسرع بين زملائه السودانيين، حتى تلقى عرضا من قطر للتجنيس واللعب ضمن منتخبها.
لكن بعد أن رفع علمها في المحافل الدولية، وقعت المأساة، حيث سحبت الجنسية منه فور تقاعده عن اللعب، ليدخل الرياضي وأولاده في معاناة إنسانية كبيرة.
وبينما تقام منافسات بطولة العالم لألعاب القوى في قطر حاليا، ينظر حامد إلى اللاعبين المجنسين الذين يلعبون تحت العلم القطري بنظرة حزن على ما قد يتعرضون له في المستقبل، بعد أن يجبرهم السن على ترك الملاعب، لتتخلى عنهم الإمارة صاحبة العلم.
ويقول حامد في فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي: "قدمت إلى قطر من السودان وأنا تحت السن القانونية من أجل اللعب لمنتخب قطر".
ووفق اتفاق، حصل اللاعب الذي كان يلعب لنادي الريان القطري على الجنسية القطرية عام 1999، لينافس تحت العلم القطري في المسابقات الدولية في منافسات 100 و200 متر.
المثير أن الدوحة عمدت إلى تزوير جواز سفر اللاعب، حيث تقول الوثيقة إنه مولود في قطر، رغم أنه من مواليد السودان.
ويقول حامد إنه بعد أن رفع علم قطر في المنافسات الدولية وكان سببا في تتويجها بجوائز عدة، فوجئ بسحب الجنسية القطرية منه بعد أن تعدى عمره 32 عاما، وذلك في مخالفة لاتفاق الحصول على الجنسية.
واضطر حامد لمغاردة قطر وعائلته من أجل بدء مسار آخر للاحتجاج، بعد أن رفضت السلطات في قطر احتفاظه بالجنسية، مما حرمه أيضا من الخدمات التي يتمتع بها المواطنون القطريون.
ويقول الرياضي السابق: "حرموني من مستحقاتي وراتبي وكل الخدمات. لدي أطفال الآن وهم لا يعرفون بلدا غير قطر".
وفي بيان لها، اعتبرت المنظمة الأفريقية لثقافة حقوق الإنسان، أن بطل ألعاب القوى كشف "الاتجار بالبشر" الذي تمارسه قطر.
وتقول المنظمة إن حامد "تعرض لشتى أنواع الاضطهاد من قبل الحكومة القطرية، كما جرد من الجنسية، بعد عقود من اللعب باسمها".
وأعلنت المنظمة عن إطلاقها حملة وسم على موقع "تويتر"، في تمام الساعة الثامنة من مساء الثلاثاء بتوقيت مكة، بعنوان: #البطل_سليمان_حامد_ضحية_قطر_للاتجار_بالبشر، داعية جميع الرياضيين ونشطاء حقوق الإنسان والمناهضين للاتجار بالبشر في العالم، إلى دعم الحملة.
وحامد مثل عشرات الرياضيين الذين يلعبون تحت ألوان العلم القطري في كافة الرياضات، ويمثلون الدوحة دوليا، بعد حصولهم على الجنسية لهذا الغرض، لكن يجري سحب هذه الجنسية منهم بعد انتهاء الحاجة لخدماتهم.
ويقول حامد الذي أكد مواصلة مساعيه للحصول على حقوقه: "أخذوا مني شبابي ورموني".