في نتيجة مثيرة للدهشة، أفادت دراسة جديدة نشرتها مجلة الدورة الدموية لجمعية القلب الأميركية الاثنين، بأن قلب رائد الفضاء سكوت كيلي الذي أمضى عاماً في الفضاء، تقلص رغم عمله لمدة 6 أيام في الأسبوع على مدار فترة إقامته.
إلى ذلك، لاحظ الباحثون نفس التغيير في قلب السباح الفرنسي بينوا ليكومت، بعدما أكمل السباحة لمدة 159 يوماً عبر المحيط الهادئ في عام 2018.
كما أشارت النتائج إلى أن انعدام الوزن على المدى الطويل يغير بنية القلب، ويسبب انكماشاً وضموراً، كما أن التمارين منخفضة الكثافة ليست كافية لمنع حدوث ذلك.
الجاذبية تحافظ على القلب
ووفق الدراسة التي نشرها شبكة "سي أن أن" فالجاذبية على الأرض هي التي تساعد القلب في الحفاظ على حجمه ووظيفته حيث يحافظ على ضخ الدم عبر الأوردة، حتى الأشياء البسيطة مثل الوقوف والمشي تساعد في سحب الدم إلى الأرجل.
في حين تتقلص استجابة عضلة القلب عندما يتم استبدال عنصر الجاذبية بانعدام الوزن.
وعاش كيلي في غياب الجاذبية على متن محطة الفضاء الدولية من 27 آذار/مارس 2015 إلى الأول من آذار/مارس 2016، كما تدرب على دراجة ثابتة وجهاز مشي إضافة إلى دمج أنشطة المقاومة في روتينه ستة أيام في الأسبوع لمدة ساعتين كل يوم.
في المقابل، سبح ليكومت في الفترة الممتدة من 5 حزيران/يونيو إلى 11 تشرين الثاني/نوفمبر 2018، حيث قطع 1753 ميلاً بمتوسط حوالي ست ساعات في اليوم. وقد يبدو هذا النشاط المستمر كثيفاً، ولكن كل يوم من السباحة كان يعتبر نشاطاً منخفض الكثافة.
وعلى رغم أن السباح الفرنسي كان على الأرض، فقد كان يقضي ساعات من يومه في الماء، ما يعوض آثار الجاذبية. ويستخدم السباحون لمسافات طويلة تقنية الانبطاح، وهي وضعية الوجه الأفقي للسباحة هذه.
التمارين تحافظ على لياقة القلب
كذلك، توقع الباحثون أن الأنشطة التي يقوم بها كلا الرجلين ستحافظ على قلوبهم من أي انكماش أو ضعف. فقد عانى كل من كيلي وليكومت من فقدان الكتلة والانخفاض الأولي في القطر في البطينين الأيسر للقلب خلال تجربتهم.
وقال كبير مؤلفي الدراسة الدكتور بنجامين ليفين، أستاذ الطب الباطني وأمراض القلب في جامعة تكساس ساوثويستيرن ميديكال سنتر، إن كل من الرحلات الفضائية الطويلة والغطس الطويل في الماء أدى إلى تكيّف محدد للغاية للقلب.
بينما يشير المؤلفون إلى أنهم درسوا رجلين فقط قاما بأشياء غير عادية، إلا أن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسة لفهم كيفية تفاعل جسم الإنسان في المواقف الشديدة.
لا يوجد تأثير سلبي
في هذه الحالة، رأى الباحثون أن القلب تكيّف، لكن الانكماش لم يسبب أي آثار ضارة حاضرة أو طويلة الأمد.
وقال ليفين، وهو أيضاً مدير معهد التمارين والطب البيئي، إن القلب يصغر وينكمش ويضمر، لكنه لا يصبح أضعف - إنه على ما يرام".
كما أضاف أنه ونظراً لأن الجسم معتاد على ضخ الدم صعوداً ضد الجاذبية في الوضع الرأسي، فعند إزالة محفز الجاذبية هذا، خاصةً في الشخص الذي يتمتع بالنشاط واللياقة البدنية مسبقاً، يتكيف القلب مع هذا الحمل الجديد. وأشار إلى مرونة عضلة القلب وقدرتها على التكيف، حيث يستجيب ما يقرب من ثلاثة أرباع العضلة للنشاط البدني.
كذلك أوضح أن عضلة القلب تتكيف مع رحلات الفضاء، والتمارين الرياضية، والارتفاعات العالية، إذ أنه عضو متكيف بشكل ملحوظ ويستجيب للمطالب الموضوعة عليه.
وختم موضحا أن حجم عضلة القلب تزداد كلما زاد الحمل عليه، ونفس الشيء يحدث في الاتجاه المعاكس.