الأخطبوط كائن غير عادي، ليس فقط بسبب أطرافه الثمانية وقلوبه الثلاثة ودمه الأزرق والحبر الذي يصدره للدفاع عن نفسه وقدرته على التمويه والحقيقة المأسوية المتمثلة في موته بعد التزاوج.
فقد أظهرت دراسة نشرها باحثون في البرازيل أمس الخميس أن لذلك الحيوان البحري، الذي ربما يعتبر بالفعل أذكى اللافقاريات، نمطين رئيسيين من النوم المتناوب يشبهان إلى حد بعيد الموجودين لدى الإنسان، بل إنه قد يحلم مثله.
وقال الباحثون إن هذه النتائج تقدم أدلة جديدة على أن الأخطبوط يملك جهازاً عصبياً معقداً ومتطوراً يشكل الأساس لمخزون من السلوكيات المتطورة بنفس القدر.
أخطبوط عملاق في أعماق البحر في اليونان
وكان من المعروف عن الأخطبوط أنه ينام ويغير لونه أثناء النوم. وفي الدراسة الجديدة، وضع الباحثون نوعاً منه يعرف باسم "إنسولاريس" تحت الملاحظة في مختبر. ووجدوا أن تغير الألوان هذا مرتبط بحالتي نوم متمايزتين هما "النوم الهادئ" و"النوم النشط".
فخلال "النوم الهادئ" يظل الأخطبوط ساكناً ويكون جلده باهت اللون وعيناه مغلقتين تقريباً. أما أثناء "النوم النشط" فإنه يغير لون جلده وملمسه ويحرك عينيه، بينما ينكمش جسمه وتحدث له تشنجات عضلية.
ولاحظ الباحثون تكرار ذلك خلال النوم. "فالنوم الهادئ" يستمر عادة سبع دقائق تقريباً مقابل أقل من دقيقة "للنوم النشط".
وقال الباحثون إن هذه الدورة تشبه على ما يبدو "حركة العين السريعة" و"حركة العين البطيئة"، وهما نمطان للنوم عند الإنسان، وكذلك الثدييات الأخرى والطيور والزواحف.
أخطبوط عملاق في أعماق البحر في فرنسا