لأول مرة منذ الحرب العالمية الأولى تعود إلى التحليق في الأجواء طائرات ثلاثية الجناح، لكن الإصدار الجديد يتميز بأنه صديق للبيئة من خلال محرك هجين يعمل بالكهرباء أو الوقود الحيوي، الذي يصدر عنه ضوضاء أقل من صوت مكنسة كهربائية منزلية.
ووفق "ديلي ميل" البريطانية، تهدف شركة Faradair، ومقرها دوكسفورد، موطن متحف الحرب الإمبراطوري البريطاني، إلى أن تكون طائرتها الكهربائية الحيوية Beha جاهزة للرحلات التجارية بحلول عام 2026 مع توفر أسطول كامل بحلول نهاية العقد.
كما تتميز الطائرة المستقبلية التي تتسع لـ 18 مقعداً بجناح ثلاثي، يشبه بشكل كبير التصميم الشهير للطائرة الألمانية الصنع من طراز Fokker Dr.I، التي كان يقودها الطيار المقاتل في الحرب العالمية الأولى مانفريد فون ريتشتهوفن، والذي كان يُشار إليه بلقب "ريد بارون" ويُنسب إليه تدمير 80 طائرة معادية قبل أن يلقى مصرعه في معركة عام 1918.
المحرك الكهربائي
وتشير التقارير إلى أن المحركات الكهربائية ستستخدم أثناء إقلاع وهبوط الطائرة مما سيساعد في تقليل التلوث السمعي والحد من الضوضاء.
كما من المتوقع أن تسجل طائرات "بيها" حوالي 70 ديسيبل عند الإقلاع والهبوط، وهو نفس مستوى الضوضاء، الذي يصدر تقريباً عن مكنسة كهربائية منزلية، في حين أن المحركات النفاثة التقليدية يمكن أن تصل الضوضاء الصادرة عن أصوات محركاتها إلى 140 ديسيبل.
الوقود الحيوي
وستتولى محركات الوقود الحيوي المهمة أثناء الانطلاق وتشغيل مولد التوربيني، بالإضافة إلى إعادة شحن المحركات الكهربائية جنبا إلى جنب والألواح الشمسية. وتأمل الشركة المصنعة في التخلص يوماً ما من أي شكل من أشكال مصادر الوقود المشتقة من البنزين، لكنها ترى أن محرك الوقود الحيوي يمكن أن يكون حلاً مؤقتاً على الطريق للوصول إلى نسخة حقيقية من الكربون المحايد.
لكن يرى الخبراء أنه في الوقت الحالي، لا توجد تقنية لطائرة لا تصدر أي انبعاثات ويعتبر المحرك الهجين هو أفضل حل وسط.
الوقود المستدام
حالياً، يتم تصنيع وقود الطائرات المستدام SAF من المواد المتبقية، مثل نفايات الزيوت وفضلات الطعام وعلف الماشية. وتساعد عملية إعادة التدوير لهذه النفايات على تقليل انبعاثات الكربون مقارنة بوقود الطائرات المصنوع تقليدياً ولكنها لا تزال مصدراً للتلوث. ويتم تشغيل حوالي 6% من الطائرات بوقود مستدام SAF، لكن تأمل الحكومات في أن تصل هذه النسبة بحلول عام 2030 إلى حوالي 83%.
يذكر أن وقود الطائرات المستدام يُصنّع من المواد المتبقية، مثل نفايات الزيوت والأغذية الفائضة وعلف الماشية. وتعمل عملية إعادة التدوير هذه على تقليل انبعاثات الكربون مقارنة بوقود الطائرات المصنوع تقليدياً.
الأجنحة الثلاثية
اعتمدت شركة فارادإير على شراكة طويلة الأمد مع جامعة سوانسي لإتقان تصميمها الفريد من نوعه "ثلاثي الأجنحة" الذي يهدف إلى زيادة الرفع إلى أقصى حد بأقل قدر ممكن من الطاقة. ويتميز تصميم نموذج طائرة "بيها" بأنه يتيح الفرصة للإقلاع والهبوط على مدارج يقل طولها عن 300 متر.
كما يستخدم نموذج طائرة "بيها" نظاماً يسمى "توجيه الدفع'' من اثنين من المراوح الهوائية المضادة للدوران في الخلف والموجودة في منطقة معزولة الصوت في الطائرة.