سنة وأشهر على ظهوره، ومازال العلم يقف عاجزاً أمام حيثيات فيروس كورونا المستجد.
فبعد دراسات كثيرة كانت انتشرت سابقاً عن أثر الوباء على الأسطح وضرورة تعقيمها، أظهرت أبحاث جديدة أنه من الأفضل إعطاء الأولوية لحماية العين وأقنعة الوجه، لأن هذا سيمنع انتشار الوباء أكثر من تطهير الأسطح.
في التفاصيل، أوضحت دراسة أسترالية نشرتها صحيفة "الغارديان"، أن انتقال الوباء من الأسطح لم يعد عاملاً هاماً في انتشار كوفيد 19، كما كان يخشى البعض.
وكشف خبراء أستراليون أنه وعندما بدأت حالات كورونا في الظهور لأول مرة في بلادهم، ناشدت السلطات لتطهير الأسطح في محلات البقالة، وأسطح الطرود في البريد.كما عمدت السلطات إلى تعقيم شوارع المدينة وتطهير أزرار إشارات المرور والمقاعد وحتى الأسوار.
وعلى الرغم من تلك الإجراءات إلا أن الحالات قد ازدادت، ما دفع عالم الأوبئة بجامعة لاتروب، الأستاذ المساعد حسن فالي، إلى اعتبار أنه وبعد أكثر من عام على ظهور الوباء، فإن الانتقال السطحي لكورونا لم يعد عاملاً مهماً في انتشار الفيروس كما كان يُخشى في السابق على الرغم من أن ذلك وارداً.
وارد باحتمال ضعيف
وقال: "أريد أن أوضح أنه لا ينبغي تغيير أي شيء فيما يتعلق بغسل أيدينا ونظافتنا الشخصية، يمكننا أن نكون أقل قلقًا بشأن غسل كل سطح 20 مرة في اليوم، والتركيز فقط على نظافة اليدين الجيدة والتباعد الاجتماعي، والبقاء في المنزل عند المرض، وهو ما يجب أن يكون أكثر من كاف لمنعنا من نشر الفيروس".
وقد شدد العالم على أن انتشار الهباء الجوي الملامس يعد العامل الدافع والأساسي لانتقال كوفيد 19 عندما يكون الشخص المصاب على اتصال وثيق بشخص آخر، حيث تنتقل حينها جزيئات سائلة صغيرة من قطرات ورذاذ تحتوي على الفيروس، خاصة عند السعال والعطس ثم تدخل هذه الذرات إلى الآخرين وتتسبب بالإصابة.
وأكد الباحث أن هذا لا يعني أن انتقال المرض عبر الأسطح غير وارد أو أنه لا يشكل خطراً أو أن علينا تجاهله، وإنما فقط علينا الاعتراف بأن تهديد طريقة الانتقال هذه قد يكون بنسبة قليلة.
دراسات مبالغ فيها!
واعتبرت الدراسة أن تأجيج القلق بشأن انتشار الوباء عبر الأسطح كان بسبب دراسات سابقة قد بالغت بمخاوفها حول الأمر.
بدوره، وافق بيتر كوليجنون، طبيب الأمراض المعدية والأستاذ في الجامعة الوطنية الأسترالية، على أن جميع الأدلة المتاحة التي تقول إن الأشخاص على مقربة من بعضهم البعض يتحدثون ويسعلون ويغنون ويتنفسون بشدة هم ما يدفعون لانتشار الفيروس أكثر من الأسطح.
وأكد أن الأولوية يجب أن تعطى لمثل هذه الحالات لا لأسباب أخرى لا ينبغي أن نقلق بشأنها لأن تهديدها أقل.
يشار إلى أن ما يزيد على 111.61 مليون شخص قد أُصيبوا بفيروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفيروس إلى أكثر من مليونين و574877.