تمكنت شركة بريطانية من تحقيق اختراق كبير باختراع معدات منزلية يمكن بواسطتها تحويل السيارة التقليدية التي تعمل بالبنزين أو الديزل إلى سيارة كهربائية بشكل كامل، على أن مالك السيارة يمكن أن يقوم بعملية التحويل دون الحاجة إلى مساعدة ودون أن يضطر إلى استبدال سيارته القديمة.
وجاء إعلان الشركة البريطانية عن هذا الابتكار بعد أيام قليلة على صدور قرار حكومي بريطاني يقضي بمنع بيع السيارات العاملة بالوقود التقليدي بشكل نهائي اعتباراً من العام 2030، وهو ما يعني أن شوارع بريطانيا ستكون خالية من السيارات التي تلوث البيئة خلال عشر سنوات فقط من الآن، وسوف يتم السماح للمركبات الكهربائية فقط باستخدام الشوارع في البلاد.
وأعلنت شركة (Swindon Powertrain) أنها توفر مجموعة معدات منزلية يستطيع المستخدم العادي تركيبها لتحويل سيارته إلى مركبة كهربائية بشكل كامل، على أن تكلفتها تبلغ 9 آلاف جنيه إسترليني فقط (12 ألف دولار أميركي).
وبحسب تقرير مفصل نشرته جريدة "ديلي ميل" البريطانية، واطلعت عليه "العربية.نت" فإن هذه التكلفة لا تشمل البطارية والشاحن، حيث يبلغ ثمن البطارية وحدها 16 ألف جنيه إسترليني، ويبلغ ثمن الشاحن 1950 جنيها إسترلينيا، ما يعني في نهاية المطاف أن التكلفة الإجمالية لتحويل السيارة 27 ألف جنيه إسترليني (36 ألف دولار أميركي).
وبحسب البيانات التي صدرت عن الشركة البريطانية فإن هذه المعدات تتناسب حالياً مع سيارة "ميني" حصرياً، وهي السيارة واسعة الانتشار في بريطانيا، لكن الفكرة ذاتها يمكن أن تتوسع في المستقبل لتشمل مزيداً من أنواع السيارات المختلفة.
وأضافت الشركة إن مجموعة معدات التحويل تتضمن محركاً كهربائياً وعلبة تروس، ويمكن تركيبها بواسطة معظم الميكانيكيين الهواة، أو بواسطة المستخدم ذاته إذا كان لديه الإلمام الكافي بميكانيكا السيارة.
وقال المصممون إنه "في الوقت الحالي تم تصميم نظام التحويل خصيصاً ليناسب مع حجرة محرك سيارة "ميني" ولكن يمكن تكييفها في المستقبل لمساعدة أي سيارة كلاسيكية".
ويعتقد الخبراء أن جميع السيارات المستعملة والمركبات الكلاسيكية سينتهي بها الأمر إلى خارج الطريق في المستقبل غير البعيد، بحسب تقرير "ديلي ميل".
وستسمح مجموعة التحويل الجديدة لمالكي جميع سيارات "ميني" الكلاسيكية، على الأقل، بمواصلة القيادة في سياراتهم المحببة بطريقة صديقة للبيئة لفترة طويلة في المستقبل.
ومن المعروف أن سيارات "ميني" مصنوعة في بريطانيا وواسعة الانتشار في البلاد، وكانت شركة (British Motor Company) قد أصدرت أول طراز من هذه السيارة في عام 1959، حيث أصبحت لاحقاً هذه السيارة الاقتصادية الصغيرة رمزاً لثقافة البريطانيين في الستينيات من القرن الماضي.
ويعمل التحويل عن طريق استبدال محرك السيارة القياسي بمحرك يعمل بالطاقة الكهربائية وعلبة تروس، مثبتة على إطار فرعي مثبت على الهيكل.
وتأتي الطاقة الكهربائية من بطارية 12 كيلو وات في الساعة، توضع فوق المحرك، مما يمنح السيارة القدرة على السير لمسافة تصل إلى 125 ميلاً ويمكن شحنها بالتيار الكهربائي في غضون خمس ساعات فقط.
ويمر التيار المباشر الذي توفره البطارية عبر محول تيار متردد إلى تيار مستمر، والذي يقوم بعد ذلك بتزويد العجلات الأمامية بالطاقة لدفع السيارة.
وقال المدير الإداري للشركة صاحبة هذا الابتكار: "هذا نظام يستبدل أساساً محرك البنزين في ميني ويجعله كهربائياً بالكامل". وأضاف: "إنه موجه للأشخاص الذين يمتلكون هذه السيارات الكلاسيكية ويريدون الاستمرار في قيادتها لسنوات قادمة".