بعد ساعات من إعلان الجيش الإسرائيلي قتل 4 شبان فلسطينيين بعد اشتباك مسلح شرق وسط قطاع غزة فجر اليوم السبت، توالت ردود فعل الفصائل الفلسطينية محملة إسرائيل مسؤولية تدهور الأوضاع دون تبنٍ رسمي للعملية التي وصفت بالفردية.
حركة حماس التي حملها الجيش الإسرائيلي المسؤولية عن الهجوم، قال المتحدث باسمها حازم قاسم في بيان: "إن استمرار جرائم الاحتلال والحصار سيدفع الشباب لتنفيذ المزيد من العمليات الفردية"، ورأت أن "حادثة دير البلح تعكس حالة الغضب واستمرار الحصار قد يفجر الأحداث".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، فجر السبت، قتل 4 فلسطينيين شرق دير البلح وسط قطاع غزة، واحتجز جثامينهم بعد اشتباك مسلح تخلله قصف إسرائيلي لموقعين في المنطقة وإطلاق قنابل إنارة.
وقال أفيخاي أدرعي الناطق باسم الجيش الإسرائيلي: "إن المسلحين تحركوا بشكل منظّم كخلية واحدة بهدف تنفيذ عملية تخريبية كبيرة وذلك وفقا لكمية الأسلحة الكبيرة التي كانت بحوزة المخربين".
وأشار إلى أن المسلحين كانوا مسلحين ببنادق آلية من نوع كلاشينكوف وعبوات أنبوبية وقنابل يدوية ومواد لقص أسلاك بالإضافة إلى مواد غذاء، بحسب البيان.
في المقابل، وصف الناطق باسم حماس ما حدث بأنه "جريمة جديدة يرتكبها جيش الاحتلال".
وأضاف: "الجريمة ارتكبت بحق مجموعة من الشبان الغاضبين بسبب جرائم الاحتلال المستمرة وإرهابه المنظم وحصاره المتواصل لقطاع غزة".
وتابع المتحدث باسم حماس: "حالة الغضب والضغط التي يعيشها أبناء شعبنا بسبب استمرار الحصار على قطاع غزة يتحمل نتائجها الاحتلال الصهيوني".
ووفق مصادر محلية، فإن الشبان الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي كانوا أعضاء سابقين في الذراع المسلحة لحركة حماس، ولكن يبدو أنهم تحركوا بشكل منفرد، حيث لم يصدر إعلان رسمي من حماس بتبنيهم.
بدوره، قال طلال أبو ظريفة عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين: "إن ارتكاب الاحتلال جريمة بحق الفلسطينيين في قطاع غزة، يُدلل على أنه لا يريد كسر الحصار أو إبقاء حالة الهدوء قائمة بغزة"، لافتا إلى أن الجريمة تضاف للجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني في جميع أماكن تواجدهم.
وعدّ أن معادلة يد الاحتلال مطلوقة والمقاومة مكبلة يجب إعادة النظر فيها، من خلال اتخاذ موقف وطني شامل، لوضع حد للجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
وطالب أبو ظريفة غرفة العمليات المشتركة للاجتماع العاجل وتباحث "الجريمة الإسرائيلية من أجل اتخاذ الموقف المناسب بما يخدم المصلحة الوطنية الفلسطينية".
وفي الأول من الشهر الجاري، قتل الجيش الإسرائيلي شابا فلسطينيا تسلل عبر السياج الحدودي شرق خانيونس، بعد إطلاقه النار تجاه قوة إسرائيلية وأصاب ضابطا وجنديين، واحتجزت إسرائيل جثمانه، وتبين أنه هاني أبو صلاح، وهو عضو بحركة حماس، وقيل حينها إنه تحرك بشكل منفرد.
من جهتها، حذّرت حركة الجهاد في فلسطين في بيان لها من انفجار الأوضاع "إذا استمر العدوان والجرائم الإسرائيلية بحق الفلسطينيين".
وقالت: "إن اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى والحصار على غزة وهدم المنازل والاقتحامات بالضفة الغربية والانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين كلها عوامل تنم عن تفجير قادم للأوضاع".
أما حركة المجاهدين الفلسطينية، فرأت أن عملية "عتصيون" (قتل جندي إسرائيلي طعنا قبل يومين في الضفة) واستشهاد الشبان الأربعة شرق دير البلح "تؤكد أن شعبنا التواق للحرية سيفشل مخططات الاحتلال الرامية إلى التفرد بالجبهات".
وحملت الحركة في بيان تلقت "العين الإخبارية" نسخة من الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن استشهاد الشباب الأربعة شرق دير البلح "بسبب تماديه في حصار غزة واعتداءاته المتكررة بحق القدس وسياسة هدم المنازل في وادي الحمص وجرائمه المتلاحقة بحق الأسرى"، وفق البيان.
وقالت: "ما حدث شرق دير البلح "نذير الانفجار من الشباب الفلسطيني الحي الذي لن يسكت عن تمادي الاحتلال في جرائمه المتكررة ضد شعبنا ومقدساته".