عبر مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سوريا جير بيدرسن، اليوم الخميس، عن أسفه لانهيار هدنة وقف إطلاق النار في إدلب شمال غربي البلاد.
وقال بيدرسن، في بيان: "إن تجدد العنف في سوريا يهدد حياة ملايين بعد مقتل أكثر من 500 مدني منذ أواخر أبريل/نيسان الماضي".
وأشار مبعوث الأمم المتحدة إلى الاتفاق الأمريكي التركي الذي تم الإعلان عنه أمس الأربعاء لإقامة "منطقة آمنة" في شمال شرقي سوريا.
وتابع: "هناك مخاوف متزايدة لدى جهات الإغاثة من التصريحات التي تشير إلى تدخل عسكري محتمل، والذي سيكون له تبعات إنسانية فادحة في منطقة شهدت بالفعل على مدى سنوات عمليات عسكرية ونزوحا وموجات جفاف وفيضانات".
وفي وقت سابق، الخميس، أعربت سوريا عن رفضها القاطع والمطلق للاتفاق الأمريكي والتركي حول ما يسمى "المنطقة الآمنة"، وأكدت أنه يشكل اعتداء فاضحا على سيادة ووحدة أراضي سوريا وانتهاكا سافرا لمبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وسيطرت قوات الجيش السوري، الخميس، على قريتين جديدتين في شمال غربي البلاد، لتواصل تقدمها على الفصائل والجماعات الإرهابية المسلحة المدعومة من تركيا.
وتخضع محافظة إدلب ومحيطها، حيث يقطن نحو 3 ملايين شخص، منذ سبتمبر/أيلول الماضي لاتفاق روسي-تركي ينص على إقامة منطقة منزوعة السلاح، لم يتم استكمال تنفيذه بعد.
وتعد منطقة إدلب السورية معقلا للجماعات الإرهابية المدعومة من تركيا، واتهمت روسيا تركيا مرارا بعدم الالتزام ببنود مذكرة التفاهم التي تم الاتفاق عليها مع بلاده بشأن استقرار الوضع في منطقة خفض التصعيد في إدلب السورية.
وفي 26 أبريل/نيسان الماضي، أعلن الجيش السوري شن عمليات عسكرية مكثفة ضد أوكار المجموعات الإرهابية ومحاور تحركاتها وخطوط الإمدادات في قرى عابدين وكفر نبودة وكفر سجن بريفي إدلب وحماة، فيما تدور منذ أسابيع معارك عنيفة في ريف حماة الشمالي المحاذي لإدلب.
وحققت قوات الجيش السوري تقدماً ميدانياً في ريف حماة الشمالي، إلا أن الفصائل الإرهابية المدعومة من أنقرة تشن بين الحين والآخر هجمات واسعة ضد مواقع النظام، تسفر عن معارك عنيفة، حيث وفرت سيطرة الجيش التركي على العديد من القرى في إدلب بيئة آمنة لتنظيمات إرهابية على رأسها "جبهة النصرة" فرع تنظيم القاعدة في سوريا، وفلول تنظيم داعش، وفصائل أخرى مواليه لأنقرة.