تعد مهام نقل الأسلحة والمواد النووية بالغة الخطورة. ويتم حساب كل خطوة وإجراء بدقة متناهية مع الأخذ في الاعتبار أي حوادث طارئة أو تهديدات محتملة. في هذا السياق، أجرت معامل سانديا الوطنية الأميركية SNL بنجاح اختبار تصادم واسع النطاق لشاحنة قطر وجر، سيتم استخدامها لنقل الأسلحة النووية داخل الولايات المتحدة، وفقا لما نشره موقع New Atlas.
"الحارس الجوال"
تم اختبار الشاحنة والتي سميت Mobile Guardian Transporter أو "الحارس الجوال" في مسار اختبار الزلاجات الصاروخية التابع لمعامل SNL في نيو مكسيكو. اشتمل الاختبار على دفع بالصواريخ لشاحنة مقطورة/نصف جرار كاملة الحمولة بسرعات على الطريق السريع لتصطدم بشاحنة "الحارس الجوال" من أجل اختبار مدى تحمله للتصادم القوي على سرعة عالية من جانب مركبة ثقيلة الحمولة.
مضاد للحوادث والاختطاف
نظرًا لطبيعة صناعة الدفاع في الولايات المتحدة، فإن تطوير وبناء واختبار وتخزين ونشر الأسلحة النووية منتشر على نطاق واسع في جميع أنحاء الولايات الأميركية. ويتم ذلك لأسباب سياسية واقتصادية وعملية وأمنية متنوعة، ولكن يعني هذا أيضا أن وزارتي الطاقة والدفاع الأميركيتين بحاجة إلى الاعتماد على ناقلات مصنوعة خصيصًا لحماية الأسلحة ومواد الأسلحة النووية مزودة بحماية خاصة ضد عمليات الاختطاف والحوادث.
من عام 1945 حتى 2020
من الطريف أن عمليات نقل المواد النووية في أربعينيات القرن الماضي وتحديدًا نقل أو قنبلة ذرية في عام 1945 تمت على المقعد الخلفي لسيارة سيدان عسكرية عادية. ولكن منذ ذلك الحين، تم تطوير عائلة من المركبات المتطورة بشكل متزايد، من بينها الطائرات والقطارات المدرعة. ومنذ التسعينيات من القرن الماضي، تم اعتماد منظومة النقل بواسطة شاحنات نقل بمواصفات خاصة تسمى Safeguards أو "الحرس الآمن".
ومن المقرر أن تحل شاحنات "الحارس الجوال" محل "الحرس الآمن"، ولهذا تقوم معامل SNL بالتجارب والاختبارات لسرعة إنجاز التكليف من الإدارة الوطنية للأمن النووي الأميركية في هذا الإطار.
وتولي إدارة الأمن النووي اهتماما كبيرا لاختبارات "الحارس الجوال" والتي من المتوقع أن تستمر حتى الخمسينيات من هذا القرن.
محاكاة واقعية للحوادث
في الاختبارات السابقة قبل 20 عامًا، اصطدمت الشاحنة بحاجز خرساني ثابت. أما هذه المرة، فقد جرى الاختبار عن طريق الاحتفاظ بالنموذج الأولي من الشاحنة "الحارس الجوال" والمجهز بأجهزة الاستشعار ثابتًا بينما تم إطلاق شاحنة أخرى بسرعة رهيبة باتجاهه لإنتاج محاكاة أكثر واقعية للحوادث وتحديد ما إذا كانت الشاحنة الجديدة يمكنها الحفاظ على سلامة شحنة الأسلحة. استغرق بناء النموذج الأولي للشاحنة "الحارس الجوال" 13 شهرًا مع ستة أشهر إضافية لتركيب الأجهزة الإلكترونية قبل أن يتم إخضاعها للاختبارات البيئية القياسية، التي تنوعت ما بين العمل تحت ظروف درجات حرارة شديدة من السخونة والباردة، بالإضافة إلى اختبارات القيادة والاهتزاز على الطرق.
توظيف نظم الاستشعار
تميزت الطرق المستحدثة في اختبار التصادم بالاعتماد على وتوظيف نظام استشعار تتضمن أكثر من 400 قناة من البيانات وكاميرات الفيديو، من بينها تقنيات نقل وبث مقاطع فيديو عالية السرعة. وأشار مهندسو معامل سانديا إلى أن هذا الاستخدام على نطاق واسع لنظم الاستشعار في الاختبارات يعد ضرورة لأنه سيتم بناء ثلاثة نماذج أولية فقط قبل بدء الإنتاج.
ضمانة لنجاح الردع النووي
ويقول جيم ريدموند، كبير مديري برنامج الشاحنة في معامل سانديا: إن "مهمة النقل عنصر حاسم لرادع نووي فعال"، موضحًا "أنها (الشاحنات) توفر الضمانات اللازمة للجمهور الأميركي وحلفاء الولايات المتحدة بشأن سلامة وأمن مخزون السلاح النووي، حيث يجب أن تكون قادرًا على شحن الأصول النووية بأمن وأمان أو أنه لن يكون هناك وجود لبرنامج ردع نووي".