فوضى عارمة شهدتها بداية الدوري الإنجليزي الممتاز، عاشت فيها الجماهير إثارة كبيرة، بسبب عدد الأهداف المسجلة الذي حطم جميع الأرقام القياسية، ولكنه رفع تساؤلات حول الأسباب التي أدت "لمهرجان الأهداف".
وفي 4 جولات فقط، سجل في الدوري 144 هدفا، وهو أكثر بـ40 هدفا من تلك المسجلة في نفس الفترة، الموسم الماضي.
معدل الأهداف حتى الآن، بلغ 3.79 هدفا في المباراة، وهو أعلى معدل تهديفي منذ معدل 3.95 في موسم 1930-1931، قبل 90 عام تقريبا.
وقدم لنا البريميرليغ حتى الآن مباريات مليئة بالأهداف والمفاجآت معا، مثل هزيمة ليفربول بنتيجة 2-7 أمام أستون فيلا، وهزيمة مانشستر يونايتد بنتيجة 1-6 أمام توتنهام، وهزيمة مانشستر سيتي بنتيجة 2-5 أمام ليستر سيتي.
فما هي أسباب هذا التدفق "الغريب" من الأهداف، والتي لم يشهد الدوري مثيلا لها منذ عشرات السنين؟
غياب الجماهير
غياب الجماهير عن الملاعب، بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد، كان له دور في تدفق الأهداف خلال مباريات الدوري في إنجلترا، وحتى في البطولات الأخرى.
وقال قال الصحفي مارك تشامبان لـ"بي بي سي": " لقد تحدثت مع رياضيين من رياضات أخرى، تعودوا على اللعب في مباريات من دون جماهير، وقالوا لي إن ذهنك يتشتت بسهولة من دون الحضور الجماهيري، الذي يبقيك متيقظا وبتركيز عال جدا".
وأضاف: "وكذلك نجمي الكرة السابقين، ألان شيرارا وجيرماين جيناس، أكدا أن الأدرينالين ينخفض قليلا عندما تغيب الجماهير، مما يغيب الحماس والقتالية لإيقاف الأهداف".
وأجمع عدد من الخبراء والمدربين على أن وجود الجماهير والضغط الذي يمارسونه على اللاعبين، يرفع من التركيز كثيرا، ويفتح الحواس".
انخفاض مستوى الدفاع
أما المهاجم السابق بالدوري، كريس سوتون فأشار إلى أن مستوى الدفاع والحراسة في انخفاض كبير بين أندية الدوري هذا الموسم، وهو ما دفع لاستقبال الأهداف.
وقال سوتون: "مستوى الدفاع في الدوري الإنجليزي مريع، كما أن هناك أخطاء فادحة في الحراسة".
الاستعداد المحدود
شهد الموسم الماضي توقفا مفاجئا مع تفشي فيروس كورونا، قبل أن يستكمل في وقت لاحق، قبل أن ينطلق الموسم الحالي بعدها بأسابيع قليلة، كل هذا التسلسل الغريب، بالإضافة للقيود على الخروج من المنزل، قللت من فترة الاستعداد الصحيحة للاعبين، واللياقة البدنية.
وقال المحلل النفسي الرياضي مايكل كولفيلد: "على الرغم من أن مستوى اللعب مرتفع للغاية، إلا أن هناك إجهادا ذهنيا حقيقيا على أعلى مستوى بسبب الأوقات المضطربة التي عاشها الجميع مع تفشي الفيروس".
وعانت فرق معينة من فترة استعداد قصيرة جدا مقارنة بالبقية، فمثلا مانشستر يونايتد، كان لديه فترة استعداد بلغت 34 يوما فقط، بين الموسمين، لم يخفض خلالها سوى مباراة استعدادية واحدة.
ضربات الجزاء
من أبرز النقاط المثيرة للجدل هذا الموسم، قانون لمس اليد، الذي فرض ركلات جزاء عديدة، حتى في حالات لم يتقصد فيها المدافع لمس الكرة.
وارتفع معدل ركلات الجزاء المحتسبة بنسبة 22 بالمئة، عن الموسم الماضي، الأمر الذي رفع عدد الأهداف بشكل كبير في الدوري.
كما أن تقنية الفيديو زادت من الحالات المحتسبة، وهذا الأمر سجله الموسم الماضي كذلك، فلم تسلم أي حالة إعاقة داخل المنطقة من العودة للفيديو، والتدقيق في تفاصيلها.
هذه العوامل الأربعة، مسؤولة بشكل متفاوت بالنسبة لكل فريق عن مهرجان الأهداف الذي يشهده الدوري الأقوى في العالم، ومن غير المعروف الآن، إذا ما كان هذا الأمر سيستمر على طول الموسم، أم سيبقى "فوضى البداية" فقط.