بينما ترتفع الإصابات بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" بين نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز، يتصاعد مستوى القلق من قبل المسؤولين، بشأن "كابوس" محتمل، يتمثل بإيقاف منافسات الدوري من جديد.
وانضم، الجمعة، النجم السنغالي ساديو ماني، إلى قائمة من نجوم الدوري، الذين أصيبوا بالفيروس، أبرزهم زميله في ليفربول، الإسباني تياغو ألكنتارا، وقبلهما الألماني إلكاي غوندوغان لاعب مانشستر سيتي.
وسجل الدوري الإنجليزي الأسبوع الماضي 10 حالات إصابة بفيروس كورونا خلال أسبوع، وهو الرقم الأعلى المسجل في أسبوع، منذ بدء الفحوصات.
ولم تعلن رابطة الدوري حتى الآن عن الإجراءات، التي ستتبعها في حال تفشت الموجة الثانية من فيروس كورونا في بريطانيا وحول العالم، وهو أمر محتمل جدا وفقا للخبراء.
وكان وزير الصحة البريطاني، مات هانكوك، قد قال، الخميس، إنه قلق من حدوث موجة تفش ثانية لفيروس كورونا المستجد في أوروبا.
وقال هانكوك: "لدينا مخاوف كبيرة بشأن الموجة الثانية التي تظهر في أنحاء أوروبا، ولا يقتصر الأمر على إسبانيا، لكن هناك دول أخرى أيضا تتزايد فيها أعداد الإصابة. ونحن مصممون جدا على فعل كلما بوسعنا لنبقي هذه البلاد آمنة".
ومن ناحيته، قال كبير المراسلين في "سكاي سبورتس"، براين سوانسون، لـ"سكاي نيوز عربية": "من الصعب توقع ما سيحصل مستقبلا. إذا رأينا ارتفاعا بعدد الإصابات بفيروس كورونا سيكون هناك ضغط على المسابقات لدراسة كيفية استكمال الموسم بطريقة آمنة".
عواقب وخيمة
وتحمل فكرة توقف الموسم عواقب شديدة، لعل أبرزها الخسائر المادية الفادحة، التي يعاني منها الدوري الآن بسبب غياب الجماهير، والتي ستتفاقم في حال توقف اللعب.
وقال سوانسون: "يسعى الدوري الإنجليزي الممتاز بكل قوته لإعادة الجماهير للملاعب، فهم يعتقدون أنهم صنعوا بيئة آمنة لعودتهم الآن. كرة القدم الإنجليزية تخسر حوالي 100 مليون جنيه إسترليني شهريا بغياب الجماهير، لذا من الناحية المادية، الأندية الأقل ثراء بحاجة أكبر لعودة الجماهير".
ومن المشاكل الحقيقية الموجودة حاليا، هي عدم استيعاب رزنامة المباريات الدولية والقارية، أي تأجيل، فبطولة دوري أبطال أوروبا تم جدولتها بشكل "مضغوط"، بينما تنتظر بطولة كأس أوروبا انتهاء الموسم في مايو كي تنطلق في يونيو، بعد أن تأجلت عاما كاملا.
وقال سوانسون لـ"سكاي نيوز عربية": "جدول المباريات يمثل مشكلة حقيقية، فهناك بطولة كأس أوروبا في يونيو ويوليو. هناك مساحة ضيقة جدا في الجدول لاستيعاب أي تأجيلات في المباريات".
عمليات فحص اللاعبين
ورغم التساؤلات التي أثيرت بشأن خوض ليفربول لمباريات الدوري، رغم ثبوت إصابة عدد من لاعبيه، إلا أن سوانسون أكد أن الأندية تتبع كل الإجراءات اللازمة عند إصابة اللاعبين أو أعضاء النادي بالفيروس.
وقال الصحفي البريطاني: "تعمل أندية الدوري الإنجليزي الممتاز وفقا لبروتوكولات طبية صارمة، وافقت عليها الحكومة البريطانية. لا يمكنهم تعريض اللاعبين للخطر. تشعر الأندية أن إجراءاتها قوية، وعندما تكون نتيجة فحص أحد اللاعبين إيجابية، تفرض عليهم الأندية فورا عزل أنفسهم، ولن يسمح لهم العودة إلى التدريب إلا عندما يكون هناك نتيجة فحص سلبية".
وكشف سوانسون بروتوكول فحص اللاعبين في الدوري: "تقوم أندية الدوري الإنجليزي الممتاز بفحص لاعبيها مرة واحدة على الأقل في الأسبوع، ويتم تنفيذ الفحوصات بواسطة شركة خارجية تسمى (برينيتيكس)".
وتابع: "تنشر الأندية نتائج الفحوصات الخاصة بها كل ليلة اثنين، لكنها لا تكشف عن هوية اللاعب لأسباب تتعلق بحماية البيانات".
وأضاف "فقط اللاعب والنادي على دراية بنتيجة الفحص الإيجابية. يوم الاثنين الماضي، أعلن الدوري عن 10 نتائج إيجابية في أسبوع، وهو أعلى رقم كشف عنه في الدوري. يجب أن ننتظر المزيد من النتائج لتقييم ما إذا كان الوضع يتجه للأسوأ".
هل سيلغى الموسم؟
ووفقا لسوانسون، فإنه من الصعب التنبؤ بما سيحصل مستقبلا، وتحدث قائلا: "مع فيروس كورونا، من المستحيل التنبؤ بما سيأتي، فعندما اعتقدنا أن الوضع يتحسن قليلا، شهدنا ارتفاعا في النتائج الإيجابية".
ويضيف سوانسون أن أندية الدوري الإنجليزي الممتاز تواصل مناقشة احتمالية إلغاء الموسم بشكل مستمر.
حلول بديلة
ويقول سوانسون إن خوض المباريات على أرض محايدة، مشابهة "لفقاعة" دوري كرة السلة الأميركي "إن بي آيه"، قد يكون حلا بديلا في حال ازدادت الأمور سوءا من ناحية تفشي الفيروس.
وقال سوانسون: "تمت الموافقة على اللعب على أرض محايدة بالفعل من قبل كل الأندية، لكنه خيار غير مرغوب. ومع ذلك، تدرك جميع الأندية أن الصحة العامة يجب أن تكون دائما على رأس أولوياتها. نحن نعيش أوقاتا مقلقة ولكن الجميع يبذل قصارى جهده لضمان استمرار لعب كرة القدم".