الشبكة العربية للأنباء
الرئيسية - اخبار اليمن و الخليج - بعد ست سنوات من الإنقلاب .. عينة من الجرائم الوحشية في مناطق الحوثيين خلال أسبوعين

بعد ست سنوات من الإنقلاب .. عينة من الجرائم الوحشية في مناطق الحوثيين خلال أسبوعين

الساعة 08:15 مساءً (ann)

بينما تتغنى مليشيا الحوثي الانقلابية بالأمن والاستقرار في ظل إعلام الصوت الواحد المسبح بحمدها، رفعت جريمة التعذيب والقتل الوحشية بحق الشهيد عبدالله الأغبري، الغطاء عن فوضى أمنية تغرق فيها المحافظات والمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا.
جرائم وحشية لم يعرفها اليمنيون من قبل وفوضى قتل بلا خوف من حسيب أو رادع من ضمير، فيما المليشيا منشغلة بملاحقة المطالبين بتطبيق العدالة بحق القتلة، وتتبع تغريدات ناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي متذمرين من الفوضى الأمنية التي باتت تثير قلق المجتمع.
خلال أسبوعين فقط من هذا الشهر رصد موقع "الثورة نت" مقتل 15 شخصًا في جرائم فوضى أمنية وصلت إلى وسائل الإعلام، معظمها جرائم قتل أقارب (آباء وأمهات وإخوة وأطفال) حيث قام أربعة من القتلة بقتل 9 من أقاربهم هم ثلاث أمهات وأب، وأخ وطفلين ورضيع وابن عم، فيما قتل مسلح طفل في الثالثة من عمره بسبب خلاف على مرعى، وقتل 3 آخرون في خلافات بينية.
فضلًا عن ذلك فقد مثلت جريمة اختطاف الطفلة فاطمة الصعيتري، ذات الثلاث سنوات واحدة من الجرائم الوحشية الغير مسبوقة، حيث قام مجهول في مديرية آنس بمحافظة ذمار باختطاف الطفلة فاطمة الصعيتري وتعذيبها بآلة حادة، وإلقائها في حفرة بعمق ثلاثة أمتار وظلت لمدة ثلاثة أيام حتى عثر عليها أهلها وهي في الرمق الأخير.
وتداول ناشطون في (14 سبتمبر) مقطعًا مصورًا لأهل الطفلة أثناء عثورهم عليها داخل الحفرة وهي في حالة صحية حرجة ، في جريمة أثارت مزيدًا من المخاوف من تفشي الجرائم الوحشية الغير مسبوقة والفوضى الأمنية التي تتوسع كل يوم.

أم الجرائم
ومثلت جريمة التعذيب والقتل الوحشية التي تعرض لها الشاب عبدالله الأغبري، لمدة 6 ساعات، ووثقتها كاميرا محل السباعي لبيع الجوالات أم الجرائم لهول الوحشية التي تعرض لها من قبل قاتليه، الأمر الذي دفع اليمنيين لاستذكار ما يقارب من 200 معتقل قتلتهم مليشيا الحوثي تحت التعذيب في السجون.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مساء الأربعاء (9 سبتمبر) تسجيلات فيديو مسرّبة تظهر تناوب 5 أشخاص على تعذيب الشاب "عبدالله" وضربه في أنحاء جسده بالأيدي والأسلاك الكهربائية لمدّة 6 ساعات حتى أغمي عليه، ليقوموا بعدها بقطع أوردته بـ"الجنبية" في محاولة لإظهار الجريمة بأنها محاولة انتحار.
وجاء تداول الفيديو بعد قرابة أسبوعين من وقوع الجريمة، الأمر الذي فسر على أن التسريب جاء لقطع الطريق أمام مليشيا الحوثي للتلاعب بالملف، وهو ما تأكد بعد قيام المليشيا بمنع أية فعاليات مطالبة بالقصاص من قتل الشاب الأغبري، واعتقال 30 شخصًا من المشاركين في مظاهرات اليوم الأول من تسريب الفيديو بتنفيذ توجيهات من الخارج لزعزعة الأمن والاستقرار.
ورفضت مليشيا الحوثي مشاركة فريق الدفاع عن الشهيد الأغبري، جلسات التحقيق مع المتهمين الخمسة الذين تناوبوا على تعذيبه، ولجأت للسرية في التعامل مع ملف الجريمة وسط أنباء عن ضغوط تتعرض لها أسرة الأغبري، بالتنازل عن دمه مقابل الدية.

قتل وحشي لأقارب

وفي 5 سبتمبر شهدت محافظة ذمار، جريمة مروّعة حين أقدم مسلّح يدعى صبر يوسف البروي من أبناء منطقة بروة بمديرية عتمة على قتل 6 من أفراد أسرته، بينهم والدته وشقيقه وطفلين ورضيع يبلغ من العمر شهرين من أبناء شقيقه، دون معرفة الدوافع والأسباب.
والضحايا هم: والدته "نجمة ناصر علي البروي" (65 عامًا)، شقيقه "أبو صبر يوسف البروي" (35 عامًا)، ابن شقيقه "سلال ابو الصبر يوسف البروي" (8 أعوام)، ابنة شقيقه "إظهار ابو الصبر يوسف البروي" (7 سنوات)، الرضيع "عزالدين صابر يوسف البروي" (شهرين)، سليم البروي (33 عاما)، وأصاب ابن شقيقه الطفل عزيز ابو الصبر يوسف البروي (9 سنوات).
وفي محافظة الحديدة، أقدم مسلّح من أبناء مديرية الجراحي، يدعى محمد واصل، على قتل والده عبدالله علي واصل، ووالدته، وابن عمه حسن عبيد واصل (ضابط يحمل رتبة عقيد)، وأصاب شقيقته بجروح، بتاريخ13 سبتمبر 2020.
وآخر الجرائم المتداولة هي شاب في العشرين من عمره أقدم في 19 سبتمبر بمديرية سنحان على قتل والدته طعنا بالسكين، حيث وجه لها نحو 20 طعنة في مختلف أنحاء جسدها أنهت حياتها.

لأتفه الأسباب

وإضافة إلى الجرائم السابقة، شهدت مناطق سيطرة المليشيات الحوثية اشتباكات يومية بسبب خلافات على أراضي ومراعي وأسباب أخرى غامضة، إلا أن أغلبها أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى.
ففي 5 سبتمبر أطلق مسلّح يدعى محمد احمد عبدالله عباد (22 عامًا) النار على رعاة الأغنام في جبل الجميمة بمديرية السياني جنوب محافظة إب، ما أدى إلى قتل الطفل ربيع عادل نعمان حمود (3 سنوات) الذي كان يرعى الأغنام في الجبل برفقة أحد أفراد أسرته. ووفقاً لمصادر محلية فإن ذلك حدث بسبب خلاف على المرعى.
وتزامنت جريمة قتل الطفل ربيع، مع جريمة أخرى بمديرية المخادر شمال المحافظة، قتل فيها الشاب أحمد محمد ناصر الجابي (18 عام) برصاص مسلح يدعى "بكيل محمد عبدالله مفتاح القلعة"، بسبب خلاف على قطعة أرض.
وبعدها بساعات، قُتل المواطن عمر عبده الزنم، في مديرية الظهار بمدينة إب، برصاص مسلّح، لم تتمكن المصادر من الحصول على اسمه وتفاصيل عن ملابسات الجريمة، إلا أنها وضعتها في إطار الفوضى الأمنية التي تشهدها المحافظة.
والثلاثاء الماضي (15 سبتمبر) أقدم مسلّح يدعى "عبدالخالق صالح مرشد الجماعي" على قتل المواطن ردفان مطيع يحيى مرشد الجماعي، وأصاب شقيقه "غمدان" في مديرية السبرة جنوب شرق محافظة إب.
ووفقاً لمصادر محلية فإن هذه الجريمة جاءت نتيجة خلافات أسرية في ظل غياب أجهزة الأمن ومؤسسات القضاء وتحوّلها إلى أدوات بيد قيادات حوثية نافذة تتحكم في إدارة شؤون المحافظة بما يخدم مصالحها الشخصية وحرب المليشيات.
يذكر أن مليشيا الحوثي الإنقلابية المدعومة من إيران تفرض إجراءات مشددة لمنع نشر الأخبار المتعلقة بحوادث الجرائم الجنائية، في إطار محاولاتها للتعتيم على الفشل الأمني في ضبط الأمن الذي بات يثير مخاوف المجتمع المحلي في مناطق المليشيا.