أصبحت الطائرات المسيّرة عن بعد، خاصة تلك التي تستخدم للأغراض العسكرية، تشكل خطرا داهما بالنسبة لكثير من دول العالم، فإلى جانب استغلالها في جمع المعلومات من وراء حدود الدول، فهي قادرة أيضا على شن "هجمات انتحارية".
وتعد نسبة المخاطرة في الطائرات المسيرة متدنية، كما أن سعرها زهيد، مقارنة بغيرها من الوسائل العسكرية، ومما يزيد من خطورتها، أنها تتحول إلى طائرة انتحارية مفخخة، قادرة على حمل كميات من المتفجرات.
ويكمن الخطر أيضا في صعوبة اكتشافها من قبل الرادارات التقليدية، خاصة الطائرات المسيرة الحديثة التي تتمتع بقدرات على التخفي.
وعسكريا، تستخدم عدة أنظمة للتصدي للطائرات المسيرة، كأنظمة الدفاع الجوي "باترويت" أو "إس 400"، أو غيرهما، لكن استخدام هذا الأسلوب مكلف جدا، فكلفة صاروخ باترويت تصل إلى مليون دولار، مقارنة بطائرة لا تكلف أحيانا أكثر من 500 دولار.
كما يمكن إسقاط هذه الطائرات المسيرة باستخدام الصواريخ المُطلقة من مروحيات حربية ومن طائرات مقاتلة، إلا أن هذا الأسلوب لا يف بالغرض أحيانا، ومكلف أيضا.
ولهذه الأسباب، تعمل الدول حول العالم على تطوير منظومات دفاع للتصدي للطائرات المسيّرة.
فالولايات المتحدة وضعت جهازا جديدا مضادا للطائرات المسيّرة على مركباتها العسكرية، وهو مزود برادار وكاميرات لرصد هذا النوع من الطائرات.
وفي حال اكتشاف طائرة معادية، يرسل الجهاز ترددات راديو للتشويش عليها وإسقاطها، مثل النظام الذي تم استخدامه لإسقاط طائرة إيرانية، اقتربت من سفينة حربية أميركية في مضيق هرمز.
كما أن هناك اهتماما متزايدا بالنظام المحمول والمتنقل، مثل "سكاي وول"، إذ يقوم هذا الجهاز برصد الطائرات، وإطلاق شبكة عليها لتعطيل حركتها.
ويمكن استخدام هذا النظام لحماية المنشآت المدنية والعسكرية، وكذلك تأمين الفعاليات العامة الضخمة، وحماية الشخصيات المهمة.
وعلى الرغم من هذه الإمكانيات المتعددة، فإن تكنولوجيا الأنظمة الجوية المضادة للطائرات بدون طيار، أو المضادة للطائرات المسيّرة، لا توفر بأي حال من الأحوال ردا كاملا على تهديدات الطائرات الصغيرة بدون طيار، لذا لا بد لهذه التقنيات الدفاعية أن تتغلب على مجموعة من التحديات الجمة في المرحلة المقبلة لتفوز في معركها أمام طائرات الـ"درون".