كعادته في كل عام وقبل انطلاق موسم الحج، يضرب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود نموذجا إنسانيا في التعامل مع أسر الشهداء من المسلمين من كل بقاع الأرض باستضافته المئات منهم.
ومن كل بقاع الأرض، يحل آلاف المسلمين ضيوفا على برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج الذي تنفذه وتشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية السعودية سنويا، تجسيدا لمبدأ "عدم تسييس الحج".
طائرات خاصة للفلسطينيين
فمثل كل عام، وتحديداً في السابع من يوليو/تموز الماضي، وجّه خادم الحرمين الشريفين باستضافة 1000 حاج وحاجة من ذوي شهداء فلسطين لأداء فريضة الحج لهذا العام.
وتأتي استضافة الحجاج الفلسطينيين ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة والزيارة الذي تنفذه وتشرف عليه وزارة الشؤون الإسلامية السعودية سنويا.
وبحسب وزير الشؤون الإسلامية المشرف العام على البرنامج الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، فإن هذه اللفتة الكريمة تجاه فلسطين وشعبها "تأتي في سياق تعاهد قادة السعودية تجاه أشقائهم الفلسطينيين التي تمثل قضيتها ثوابت أساسية راسخة عبر عقود من الزمان".
وبالفعل، بدأت الرياض العمل عبر وكالاتها المختلفة لتنفيذ الأمر الملكي من خلال متابعة إجراءات الفلسطينيين عبر سفارات وقنصليات السعودية لدى مصر والأردن، وإنهاء جميع الإجراءات المتعلقة بقدومهم لأراضي المملكة عبر طائرات خاصة، وتقديم جميع التسهيلات والخدمات لهم ليؤدوا فريضة الحج بكل يسر وسهولة.
وبعد هذا الإجراء السعودي يصل عدد الحجاج من أسر شهداء فلسطين إلى 17 ألف حاج وحاجة، حيث تنفذه وزارة الشؤون الإسلامية.
تخفيف آلام اليمنيين
وفي ظل المعاناة المتواصلة لليمنيين منذ الانقلاب الحوثي على الشرعية، وجّه الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود باستضافة 2000 حاج وحاجة من أبناء اليمن ذوي شهداء الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المشاركين في عمليات "عاصفة الحزم وإعادة الأمل".
ويجسد هذا القرار أيضا الرعاية والعناية المستمرة من القيادة السعودية لأشقائهم من الشعب اليمني وذوي الشهداء خاصة، تقديرا للتضحيات البطولية التي قدمها الشهداء الأبرار، ووفاءً لهم لما قدموه في الدفاع عن الدين، ووحدة هذا البلد وسلامة أراضيه وكرامة وعزة أهله.
واتخذت السلطات السعودية كامل استعدادها لتنفيذ التوجيه الكريم واستكمال الإجراءات اللازمة بالتنسيق مع القطاعات الحكومية الأخرى، وتهيئة جميع وسائل الراحة والطمأنينة، كي يؤدي المستضافون مناسكهم بكل يسر وطمأنينة، بما يحقق تطلعات خادم الحرمين الشريفين، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود.
مد يد العون للسودانيين
ومن اليمن إلى السودان، حيث أمر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود باستضافة 1000 حاج وحاجة سودانيين، ضمن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين لحج هذا العام 1440 هـ.
ويتمثل المشمولون بالقرار الملكي (500) حاج وحاجة من رجال الجيش السوداني وأسر وذوي الشهداء من القوات السودانية المشاركة في عمليات (عاصفة الحزم وإعادة الأمل)، ضمن قوات التحالف العربي الداعمة للشرعية في اليمن، و(500) حاج وحاجة من عموم الشعب السوداني.
وتأتي هذه الاستضافة في إطار الاهتمام والرعاية المتواصلة التي تقدمها السعودية لكل ما يخدم المسلمين ويدافع عن قضاياهم.
دعم كامل لمسلمي نيوزيلندا
وإلى خارج المنطقة العربية، إذ تستضيف الأراضي المقدسة هذا العام 200 حاج وحاجة من أسر وذوي ضحايا ومصابي الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في مدينة كرايست تشيرش بنيوزيلندا، لأداء فريضة الحج، تنفيذا لأوامر الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وحظي القرار السعودي بصدى إيجابي وترحيب كبير من الجانب الرسمي والشعبي والإعلامي في نيوزيلندا، باعتبارها بادرة إيجابية ومهمة من خادم الحرمين الشريفين للضحايا وستعينهم على التخفيف من مصابهم، مقدرين هذه الاستضافة.
من كل بقاع الأرض
وتطبيقا لمبدأ الابتعاد عن تسييس الفريضة، وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود باستضافة (1300) حاج وحاجة من مختلف قارات العالم لهذا العام 1440هـ.
ويجسد هذا القرار حرصا سعوديا دائما على العناية بمصالح المسلمين في أنحاء العالم، ويدل على الاهتمام بتقوية أواصر ووشائج العلاقات والتضامن الإسلامي المبنية على تعاليم كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وينتمي المستضافون إلى 72 دولة حول العالم، فيما وصل إجمالي من استفادوا من هذا البرنامج منذ بدايته عام 1417هـ، حتى تاريخه إلى 52 ألفا و747 حاجا وحاجة من مختلف دول العالم.